شهد اليوم الأول من مؤتمر "المؤتمر الدولي للغة العربية والنص الأدبي على الشبكة العالمية" الذي ينظمه قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الملك خالد بأبها، وبدأت فعالياته أمس بفندق قصر أبها، نقاشات واسعة حول تعريف الأدب المنشور على شبكة الإنترنت، حيث رأى بعض المتداخلين أن هناك ما يمكن وصفه ب"فوضى مصطلح" عند تعريف هذا الأدب الذي يسمى تارة "الأدب الإلكتروني" وتارة أخرى "الأدب الرقمي"، وهو ما جعل الناقد اليمني علوي الملجمي يقترح أن يوحد المصطلح تحت اسم "الأدب الشبكي"، بينما طالب آخرون التفريق بين الأدب الذي ينتجه الإنسان وينشره عبر الوسائط الإلكترونية، والأدب الأحدث وهو أدب يكتبه الحاسوب بناء على معطيات تدخل في الحاسوب مثل أفعال وجمل وصيغ أدبية معينة، بحسب ما ذكرته الأكاديمية بجامعة المنيا المصرية الدكتورة ريهام حسني عبود، التي أشارت إلى إنتاج قصائد من هذا النوع يكتبها الحاسب الآلي ويوقعها. معالجة العربية حاسوبيا أكد مدير جامعة الملك خالد الدكتور فالح السلمي في كلمته أمس أثناء رعايته للمؤتمر (نيابة عن وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى)، أهمية استثمار التطور العلمي لتشجيع معالجة اللغة العربية حاسوبيا وخدمتها عبر الشبكة العالمية "الإنترنت"، مشيرا إلى أن استغلال الفضاء المعلوماتي في مجال خدمة اللغة العربية والحفاظ على الهوية لا يزال محدودا مقارنةً باللغات والثقافات الأجنبية، مبنيا أن الجانب الترفيهي أخذ حيزا كبيرا من النشاطات العربية على الشبكة العالمية وحان الوقت لاستغلاله في تنمية الثقافة وترسيخ الهوية اللغوية. وأبان السلمي، أن المؤتمر يهدف إلى مد جسور التعاون بين المختصين في الدراسات اللغوية، ومعرفة الإمكانيات التي تتيحها الشبكة لخدمة اللغة العربية مما يسهم في وضع الحلول العلمية والتقنية لمعالجة مواطن الضعف اللغوي على الشبكة العالمية، مضيفا أن دراسات اللغة والحوسبة والنشر على الشبكة العالمية من أحدث الاتجاهات التي تقدم خدمات جليلة للغات البشرية، لأن التعاون المثمر بين اللغويين والحاسوبيين أدى إلى نشوء فرع علمي جديد أطلق عليه علم اللغة الحاسوبي وازدهر في الغرب فاستفادت منه كثير من اللغات الأجنبية وفي مقدمتها الإنجليزية والفرنسية. وأوضح مدير الجامعة، أن هناك انتشارا للنشاطات العلمية باللغات الأجنبية، وأردف "من يكتب بحثا باللغة الإنجليزية لا يواجه صعوبات تذكر في اختيار الدورية العلمية المناسبة لنشر أبحاثه العلمية، أما النشر العلمي على الشبكة العالمية باللغة العربية فلا زال محدودا للأسف، بسبب عدم دقة معامل التأثير العربي المتخصصة في المجلات التي تصدر باللغة العربية فقط، ولعل مثل هذا المؤتمر وبجهودكم المخلصة يسهم في ابتكار وسائل حاسوبية ولغوية تستثمر الشبكة العالمية، وتطور معامل تأثير عربية تؤدي إلى تقييم دقيق للمجلات التي تصدر باللغة العربية". دور ريادي للمملكة
ألقى رئيس المجلس الأعلى للغة العربية بالجزائر الدكتور صالح حموش بلعيد، كلمة المشاركين، أثنى فيها على الدور الكبير الذي تقوم به المملكة في خدمة اللغة العربية عبر الشبكات العالمية، قائلا "إن ما تقوم به المملكة العربية السعودية في مجال الرقمنة يسجل لها الريادة في شبكات التواصل العاملة على ترقية اللغة العربية، وهذا بفضل المخابر ووحدات البحث ومراكز البحوث الجادة التي تضاهي مراكز البحوث العالمية المتقدمة". وأضاف "نعتز بموقع اللغة العربية في الهيئات الأممية وفي انتشارها وفي عدد مستعمليها وفي عدد المواقع بالعربية وما تناله يوميا من زيادة، فتنتقل من الرتبة الثانية عشرة قبل 2007 إلى الرتبة الثالثة سنة 2016 ويقع عليها الطلب ويطلب ودها من غير الناطقين بها وهذا دلالة على عظمتها وقوتها بقوة دينها والإسلام دائما في الصدارة". إطار تعددي رحب عميد كلية العلوم الإنسانية بجامعة الملك خالد رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور يحيى الشريف بضيوف المؤتمر من داخل وخارج المملكة، مشيرا إلى أنه روعي في تحديد أهداف المؤتمر عنايته بالجديد من القضايا، مشيرا إلى أن اللغة كغيرها من مظاهر الاختلاف البشري تمارس حركتها في فضاء عام يجري تكونه ضمن إطار تعددي فضفاض متغير، فانبثقت من هذا الواقع أمور كثيرة منها ما يتعلق باللغة العربية والتقنية باعتبارها وسيطا ناقلا حل محل وسائل نقل وحفظ العلم التقليدية، ومنها ما يرتبط باللغة المستخدمة، وما طرأ عليها من العفوية والتلقائية التي تفرضها السرعة، وهنا يأتي دور المختصين في التوفيق بين كفاءة التعبير وقوة التأثير.
التأشيرات تغيب بعض المشاركين لم تؤثر الأمطار الغزيرة التي شهدتها أبها أمس في مستوى الحضور الجيد للمؤتمر، إلا أن غياب بعض المحاضرين خصوصا في الجلسة الثانية أثار التساؤلات حول السبب؟. وفي حديثه ل"الوطن" عن أجواء المؤتمر، كشف رئيس قسم اللغة العربية بالجامعة الدكتور عبدالرحمن المحسني، أن تأخر إصدار تأشيرات بعض المحاضرين من الجهات المختصة تسبب في عدم تمكن بعضهم من الحضور، مشيرا إلى أن بعضهم ما زال في الطريق إلى أبها للمشاركة في جلسات اليوم الثاني. وقال "بشكل عام الحضور كان رائعا ونوعيا وتجاوز 80 % من المقرر مشاركتهم، ومن حضر الجلسات رأى هذا، ولعل اللافت هنا هو النقاشات الهامة التي تشهدها جميع الجلسات". وأضاف المحسني "كان الإقبال على المؤتمر لافتا جدا، حيث تلقينا أكثر من 200 ملخص وصل منها 80 بحثا وبعد التحكيم تقرر مشاركة 40 بحثا".