تابع مؤتمر "اللغة العربية ومواكبة العصر" المنعقد في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة جلساته اليوم ، حيث طرحت الجلسة الثانية والثالثة أبحاثاً تصبّ في اللهجات والتأصيل اللغوي ، فقدمت الدكتورة آمال السيد حسن علي أبو يوسف الأستاذ المساعد بجامعة قناة السويس ورقة حول لحن العامة في ضوء النحو والصرف ، وعرفت الباحثة مصطلح اللحن في اللغة وظهوره وعوامل انتشاره، وآثار ذلك ، وجهود علماء اللغة في محاربته، وتحدثت عن اللحن في القرآن الكريم، والحديث النبوي. ثم قدم الباحث الدكتور عبدالرحمن أحمد يجيوي أستاذ كلية الشريعة بجامعة القرويين فاس بالمملكة المغربية ورقة تحت عنوان " السلم اللغوي في الوطن العربي : حركيَّة اللغة العربية وتدبير التعدد اللغوي والازدواجيَّة اللغويَّة " أشار فيها إلى إشكالية أساسية تستوقف المتتبع للوضع اللغوي في الوطن العربي، وواقع اللغة العربية واللغات المحيطة به والمتفاعلة معه، وما يترتب على ذلك من حراك والثاني أدوات وصف هذا الواقع ومناهجه في ذلك وما ترتب عنه من تراكم معرفي على مستوى المادة والمنهج والنتائج. كما استعرض المسألة اللغوية وفق منظور جديد الغرض الأساسي في المسألة وهو الانتقال من دراسة اللغة العربية باعتبارها نظامًا ثابتًا من الإشارات، إلى دراستها في تجلياتها الطبيعية باعتبارها ممارسة فعلية تفاعلية. ونبه إلى أن التحدي الذي يواجه اللغة العربية في عصر تقنيات المعلومات والاتصالات وعصر العولمة ومدى مواكبة لمقتضيات العصر وشروطه. بعدها قدمت الدكتورة وسمية عبدالمحسن المنصور من جامعة الملك سعود بالرياض بحثاً حول بعض استعمالات اللغة وتساءلت عن سرِّ غيرة العربي على لغته والاعتزاز بها، مبينة أن اللغة العربية ليست كباقي اللغات، وأن ظرفها التاريخي حفظ لها سمات قوة وصلابة امتدت على أكثر من خمسة عشر قرناً، كما تحدثت عن خصائص اللغة العربية , مستعرضة أسباب الأخطاء الإملائية وعوامل تشويه اللغة. وقدم الدكتور عبدالعزيز بن حميد الحميد من جامعة الإمام محمَّد بن سعود الإسلاميَّة ورقة بعنوان " نحو أطلس لغويّ جغرافيّ للجزيرة العربيَّة " أشار فيها إلى أهمية الأطلس اللغوي الجغرافي بوصفه أداةً حديثةً للربط بين اللغة والجغرافيا. كما قدّم دراسة مختصرة عن الأطلس اللغوي كأداة من أدوات الربط بين علمي اللغة والجغرافيا. وشهدت الجلسة الرابعة والخامسة من المؤتمر طرح / 16 / بحثاً تناولت محور اللغة العربية ووسائل التقنية المعاصرة وناقشت التحديات التي تواجه اللغة في التعليم الإلكتروني وأزمة اللغة في الخطاب الإعلامي المعاصر وفضائيات الأطفال إضافة إلى تقييم المحتوى الرقمي العربي في الشبكة العالمية وعولمة الفصحى والدرس النحوي في ضوء الحاسب ، كما تناولت الأبحاث دور الآثار الأدبية المعاصرة في النهوض باللغة بطرح أوراق حول أدب الطفل وشعر الفصحى بمحاذاة الشعر العامي وتجديد البلاغة العربية وتأثير اللغة الإنجليزية على اللغة العربية الإعلامية ، حيث قدم الدكتور خالد اليعبودي من جامعة محمد بن عبدالله في فاس بالمملكة المغربية ورقة حول " المحتوى الرقمي العربي بمواقع الشبكة العالميَّة: واقعه، وأفق صناعته ". وأوضح أهمية الشبكة العالمية في جمع المعلومات وتوثيقها وتخزينها واسترجاعها ونشرها، مشيراً إلى أن صناعة المحتوى الثقافي تندرج ضمن صناعات اقتصاد المعرفة، وأن الصناعة من أكثر المجالات حاجة إلى التطبيقات الحاسوبية، وأن إسهام اللغة العربية في المحتوى الرقمي للشبكة ضئيل للغاية لا يترجم موقع هذه اللغة ضمن باقي اللغات العالمية وحدّد الباحث ثلاث مشكلات رئيسة تهدّد مستقبل اللغة العربية على صفحات الشبكة العالمية للمعلومات، ووضع جملة من التساؤلات حول أسباب قصور المحتوى الرقمي العربي على الشبكة. وأبرز مميزات مجتمع المعرفة أوضح سمات المجتمع وتطوره ونموه ودور الشبكة في التواصل الثقافي بين الشعوب. وفي الختام ناقش قضايا الوضع الراهن للغة العربية في مجتمع المعرفة، ورصد علل ضعف اللغة العربية، ومواقف سلبية تجاه اللغة، والتحديات الكبرى للوضع الراهن للغة العربية في صفحات شبكة المعلومات، ومقترحات لمواجهة ظاهرة تهجين العربية . ثم قدم الدكتور سليمان حسن زيدان من جامعة عمر المختار في طبرق بليبيا ورقة بعنوان " عولمة الفصحى وتطويرها بين الإلزام والالتزام، والضرورة والإمكان " ، حيث أكد الباحث أنَّ العولمة القويمة التي هي النهج وعولمة الإقرار والإدراك لقدرة ذي الجلال والإكرام ورحمته وفضله وتعميم ما أمر به من إتّباع وتمسك بالفضائل السمحة والخلق العظيم والسلوك القويم الهادي إلى الصراط المستقيم . وإسقاط الخير على الإنسانيَّة كلِّها. وأوضح الباحث أنَّ كلَّ ذلك نزل بلسان عربي مبين. ذلك اللسان الذي فرطنا فيه بالأمس ونكاد ننكره اليوم بما برعنا فيه من تجاهل له وانصياع لغيره وتكالب محموم عليه. وسعى الباحث إلى الإسهام في ربط اللهجات المعاصرة بأصولها في العربية ، وحصر مُؤتلِفها ومن ثم إضافته للفصحى. والسعي إلى الاستفادة من وسائل التقنية الحديثة في خدمة اللغة العربية. وإبراز صلة اللهجات المعاصرة بالفصحى وأثرها فيها وتوثيق الصلة بين أقسام اللغة العربية والمجتمع وآليات الارتقاء بالأهلية العلمية للباحثين في مجال اللغة والأدب والتصحيح اللغوي وأثره في مقاومة لحن العامة , وأثر اللغات الأجنبية على العربية المعاصرة, ومظاهر أزمة العربية في الخطاب الإعلامي المعاصر , واللغة العربية في وسائل الإعلام المتنوعة وتغريب اللسان العربي وأثره على الانقطاع التدريجي بمنابع الثقافة الإسلامية، ودراسة الآثار الأدبية للأعلام المعاصرين وأدب الأطفال وأثره في بناء الشخصية اللغوية، وأثر الأعمال الأدبية في النهوض باللغة العربية وأساليب نشر اللغة العربية في عصر العولمة. ثم قدم شفيق محمَّد إيكوفان من قسم الإعلام في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الجزائر بحثاً عن اللغة العربية في مواجهة تحديات التعليم الإلكتروني ، مشيراً إلى الإشكالية المطروحة وبعض خصائص العصر الإلكتروني الحالي، وأن التعليم أحد القواعد المعرفية التي تواجه موجة الحداثة. كما بيّن سعي الدول المتقدمة لإعادة هيكلة التعليم الإلكتروني, ثم طرح عدة تساؤلات عن موقع اللغة العربية، ومؤهلاتها من التعليم الالكتروني، ومن مواجهة موجة الحداثة، والحلول المقترحة للرقي بها وحدد الباحث مفهوم التعليم الإلكتروني وأهدافه، ومزاياه وعلاقته باللغة العربية إذ ناقش مفهوم التعليم الالكتروني ونشأته، وذكر مختلف التعاريف الخاصة بالتعليم الالكتروني. ثم تحدث عن اللغة كدعامة لنشر التعليم الالكتروني، وعن العلاقة المباشرة بين اللغة والتعليم الالكتروني وتطور هذه العلاقة باعتبار اللغة ركيزة مهمة للتقنيات الحديثة، وإيصال ونشر التعليم الالكتروني. وناقش آخر المحاولات الجديدة لترقيم اللغة الأم في الوطن العربي، والحلول المقترحة لذلك. حيث أبرز الجهود العربية للرقي باللغة الأم الكترونيًّا ، مشيراً إلى حالة الضعف التي تعتري الجهود، وكثرة النقد الموجه إلى المؤسسات التي تعني بنشر التعليم الالكتروني، نتيجة تقصيرها في بذل الجهود اللازمة لذلك 1