يعتقد أنصار الرئيس ترمب أن الأمر التنفيذي الذي أصدره، والخاص بمنع هجرة مواطنين من سبع دول ذات أغلبية إسلامية إلى الولاياتالمتحدة بشكل مؤقت، سيسهم في حماية الولاياتالمتحدة من هجمات إرهابية مستقبلية. لكن خبير الإرهاب الأميركي، بريان جنكينز، يؤكد خطأ ذلك الاعتقاد، مؤكدا أن معظم الإرهابيين الذين نفذوا هجمات إرهابية نشأوا داخل أميركا. وقال في مقال نشرته مؤسسة "راند" للأبحاث إن الخطر الإرهابي الرئيسي الذي تواجهه أميركا يأتي من السكان المحليين الذين تحولوا إلى التطرف داخل البلاد. ويقول جنكينز إن هناك آلاف الأوروبيين الذين انضموا للتنظيمات الإرهابية في سورية والعراق. أعداد ضئيلة أضاف المقال أنه منذ هجمات 11 سبتمبر، بلغ عدد الهجمات الإرهابية في الولاياتالمتحدة 16 عملية فقط. وهو عدد قليل مقارنة مع سبعينيات القرن العشرين، حيث كانت أميركا تتعرض لحوالي 50 - 60 هجوما إرهابيا سنويا، مع أن معظم الهجمات لم تؤد لإيقاع ضحايا. وخلال ال15 عشر عاما الماضية، كان هناك حوالي 80 مؤامرة إرهابية، أحبطت السلطات الأميركية أكثر من 80% منها، بمساعدة الجالية الإسلامية في كثير من الحالات. كما بلغ إجمالي عدد الذين شاركوا في تنفيذ العمليات الإرهابية أو التخطيط لها في الولاياتالمتحدة 147 شخصا. وهذا أيضاً عدد قليل نسبياً خلال نفس الفترة. وخطط لمعظم هذه العمليات أشخاص يحملون إقامات قانونية دائمة في الولاياتالمتحدة. مما يعني أن 85% تقريباً من الإرهابيين عاشوا في الولاياتالمتحدة فترة طويلة قبل تنفيذ هجوم، أي أنهم على الأغلب تحولوا إلى التطرف داخل أميركا. خطأ الاستهداف كشف جنكينز أن مجموع الأشخاص الذين قتلوا نتيجة العمليات الإرهابية في الولاياتالمتحدة منذ هجمات 11 سبتمبر صغير نسبياً ولم يتجاوز 123 شخصا. وإذا أخذنا بالاعتبار أن حوالي 15 ألف جريمة قتل راح ضحيتها 240 ألف شخصا، فإن العدد الذي يمكن أن يضيفه الخطر الإرهابي صغير للغاية. ويقول جنكينز إن منع الهجرة الذي جاء في الأمر التنفيذي لو كان مطبقاً منذ 11 سبتمبر لما أنقذ حياة أي شخص، حيث لم يكن أي من الإرهابيين الذين نفذوا عمليات أدت إلى سقوط قتلى، وهي 7 من أصل 16، من يحمل جنسية أي بلد من البلدان السبعة المشمولة بالأمر التنفيذي. ويؤكد جنكينز في نهاية المقال أن التهديد الإرهابي حقيقي وقد يستمر، ويجب متابعة الحملة ضد التنظيمات الإرهابية في كل مكان. كما أن على الولاياتالمتحدة أن تتحكم بحدودها بشكل فعال وتطبق إجراءات تساعد على حماية مواطنيها من أي مخاطر إرهابية.