قضى أربعة أطفال تتراوح أعمارهم بين ثلاثة أشهر وسبع سنوات أمس نحبهم في حي الروابي، إثر اختناقهم بغازات وأدخنة سامة نجمت عن نشوب حريق اندلع بشقة سكنية، فيما ترقد والدتهم في العقد الثالث من العمر بغرفة العناية المركزة بأحد مستشفيات جدة. تصاعد اللهب أوضح المتحدث باسم الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة العقيد سعيد سرحان ل"الوطن" أن بلاغا ورد بحريق اندلع بشقة بحي الروابي بجدة من خلال "مبلغ حضوري" لمقر فرقة الدفاع المدني، ما يشير إلى أن الحادث سبق ساعة البلاغ بوقت كاف لانتشار الغازات الناتجة عن الاحتراق حتى بدأ تصاعد اللهب وظهرت الأدخنة للمارة خارج البناية، ليشاهده "المبلغ" عن الحادث ويبادر بالانتقال إلى فرقة الدفاع المدني مدليا ببلاغه وأفاد فيه بمشاهدة تصاعد اللهب والدخان من شقة بحي الروابي، حيث بادرت بعده الفرق مباشرة الانتقال مع تمرير المعلومات الواردة من "المبلغ" للمركز الوطني 911، وتم إكمال تحريك الفرق اللازمة والجهات المعنية للموقع. مباشرة الفرق أكد سرحان أنه مع وصول أول فرقة لموقع الحريق تم رفع إشارة الوصول لموقع الحادث للمركز الوطني، لتباشر الفرق بعد ذلك عملها في اقتحام الشقة المشتعلة بحثا عن ناجين في أروقتها المكتظة بالأدخنة مع ارتفاع ملحوظ في درجة الحرارة نتيجة الاحتراق، وتم العثور على أربعة أطفال برفقة والدتهم بداخل غرفة متأثرين بحالة اختناق شديدة، وتم إخراجهم ونقلهم من خلال الهلال الأحمر إلى المستشفى، ومزامنة مع عمليات الإنقاذ وإخلاء قاطني البناية المكونة من دورين لسطح البناية نتيجة انتشار الأدخنة بأروقتها باشرت فرق الإطفاء عمليات إخماد الحريق. معلومات أولية بين سرحان أن المعلومات الأولية للتحقيق تفيد أن الحريق اندلع في غرفة مقابلة لصالة الجلوس، التهمت النيران أجزاء كبيرة منها، وامتدت إلى غرفة تحضير الطعام، لتصل أدخنتها للغرفة التي تتحصن بها الأم وأولادها الأربعة الذين قضوا نتيجة استنشاقهم كميات كبيرة من الأدخنة السامة جراء الحريق، وترقد والدتهم بغرفة العناية المركزة بأحد مستشفيات جدة، مؤكدا أن التحقيق ما زال جاريا لكشف أسباب الحريق.