كتب المحلل السياسي في صحيفة "صنداي إنديبندنت" البريطانية، ديفيد مونياي، مقالا قال فيه "بينما يكون الرئيس الأميركي دونالد ترمب مشغولا ببناء جدار على طول الحدود المكسيكية، تقوم الصين ببناء تحالفات مع عدد أكبر من البلدان في جميع أنحاء العالم". وقال إن تفكك الاتحاد السوفيتي في أواخر 1990، يؤكد فرانسيس فوكوياما بكل جرأة في كتابه "نهاية التاريخ والرجل الأخير"عام 1992، أن ما قد نشهده ليس مجرد نهاية الحرب الباردة، أو انقضاء فترة معينة من تاريخ ما بعد الحرب، لكنه نهاية نقطة التطور الأيديولوجي للبشرية وتعميم الديمقراطية الليبرالية الغربية على الشكل النهائي للحكومة الإنسانية. وأضاف مونياي "بعد 22 عاما من إساءة فوكوياما إلى التاريخ، دخل الرئيس ترمب البيت الأبيض، وبريطانيا تغادر أقوى نظام للتكامل الإقليمي الاتحاد الأوروبي. ويواجه العالم شبح مناهضة العولمة، وعنصرية كراهية الأجانب والخوف من الإسلام، وكراهية النساء. قوى العولمة في مقالها الذي نشر في صحيفة "شنغهاي ديلي" في 18 من يناير الحالي، تناولت، أوميا فروة، بإيجاز ما يحدث في الولاياتالمتحدة ومعظم الدول الغربية. حيث كتبت تقول إن الدول الغربية، تجد نفسها الآن غير قادرة على التمسك بالقيم الاجتماعية والسياسية في الداخل، والتي يتحمل أن تكون في الخارج. ويعرِّض تمرد الشعب ضد قوى العولمة ودعمه لسيادة النظام الدولي للخطر الليبرالي الذي تقوده الولاياتالمتحدة". وفي خطبة وداعه، حذر الرئيس السابق، باراك أوباما، الأميركيين من أنه "إذا انكمش نطاق الحرية واحترام سيادة القانون في جميع أنحاء العالم، فإنه ستزداد احتمالات الحرب داخل الدول وفيما بينها، وستكون حريتنا مهددة في نهاية المطاف". منتدى دافوس في هذا السياق اجتمعت النخبة العالمية (قادة الصناعة والمسؤولون الحكوميون والأكاديميون وأعضاء من المجتمع المدني) هذا الأسبوع في جبال الألب السويسرية في مضمار المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) 2017 تحت شعار "استجابة ومسؤولية القيادة". وفي خطوة غير مسبوقة، أبدى المندوبون في المنتدى الاقتصادي العالمي ميولا إلى الصين بدلا من بطلة غرب العولمة والديمقراطية الليبرالية، أميركا، لإنقاذ التعددية العالمية. وأقر المنتدى في تقرير له علنا أنه ستكون هناك حاجة لإصلاح طبيعة الرأسمالية لمكافحة الإقبال المتزايد من الحركات السياسية الشعبية في جميع أنحاء العالم. أنه في حالة الحصول على مستويات أعلى في نمو الاقتصاد العالمي فإنها ستبقى غير كافية لإعادة الاستقرار المطلوب لإنقاذ عملية العولمة. والعولمة تركت العالم النامي، خاصة إفريقيا، في الخلف. قصة مدينتين في كلمته الافتتاحية للمنتدى، أثار الرئيس الصيني، شي جين بينج، كتاب تشارلز ديكنز "قصة مدينتين" التي جاء فيها "كان هذا هو أفضل الأوقات، وكان أسوأ الأوقات، كان عصر الحكمة، وكان عصر الحماقة، كان عهدا من المعتقدات، وكان عصر التشكك". وبالطبع هو يقصد بذلك التأكيد على تناقضات العولمة التي تقدم إلى العالم. وفي أجرأ تصريح له، قال شي بينج "مما يدل على استعداد الصين لأخذ زمام القيادة أننا سنفتح أذرعنا إلى دول العالم لتحقيق تنميتهم بأسرع ما يمكن". وبينما ترمب قد يكون مشغولا ببناء جدار على طول الحدود المكسيكية، وتمزيق الشراكة عبر المحيط الهادئ وغيرها من الصفقات التجارية الكبرى، تقوم الصين ببناء تحالفات مع عدد أكبر من البلدان في جميع أنحاء العالم. وقد بدأت الصين مشروعها الطموح "حزام واحد، طريق واحد" وهو (طريق الحرير) المشروع الذي يضم أكثر من 61 دولة. ويكتسب طريق الحرير زخما، حيث فتح أسواقا جديدة في أوروبا الغربية وأوروبا الشرقية ودول البلقان وإفريقيا وأميركا اللاتينية. وبدأت بالفعل رحلة قطار البضائع التي قطعت مسافة 12000 كيلومتر من مدينة ييوو بمقاطعة تشجيانج الصينية إلى الجزر البريطانية مارا، بكازاخستان، وروسيا، وروسيا البيضاء، وبولندا، وألمانيا، وبلجيكا، وفرنسا، ثم لندن.