حضرت بقوة ملامح «رؤية السعودية 2030» في منتدى «دافوس» العالمي، التي تستهدف إسهام القطاع الخاص ب65% من الناتج المحلي، ودعم وتمكين القطاع ليكون شريكا رئيسيا في التنمية؛ لتحقيق مستهدفات «رؤية 2030»، وتسهيل حركة البضائع عن طريق الاستفادة من موقع السعودية الحيوي والإستراتيجي، وإنتاج 10 غيغاواط من الطاقة الشمسية والرياح، في ظل تحويل المملكة لقائد في الطاقة البديلة، إضافة إلى ضرورة إعادة هيكلة بعض المؤسسات التي لم تتغير منذ عقود لضمان تحسين الكفاءة. وفي الوقت الذي وصل فيه صدى «رؤية 2030» إلى أنحاء العالم؛ أنهى الأثرياء والأقوياء في الاقتصاد والسياسة أمس الأول (الجمعة) سلسلة لقاءاتهم في دافوس بطرح محاور خمسة أساسية لدورة 2017 من المنتدى، تمثل أولها في ظهور الرئيس الصيني الشيوعي شي جينبينغ بطلا رأسماليا غير متوقع، في أول أيام دافوس، مع دفاعه الحازم عن العولمة، في تعارض شديد مع النزعة الحمائية للرئيس الأمريكي دونالد ترمب. وقال أول رئيس صيني يتحدث أمام منتدى دافوس: «لا مجال لتحميل العولمة الاقتصادية مشكلات العالم». واستقبلت الرسالة بارتياح من المشاركين في المنتدى، تأكيدا لواقع أن الرسالة هي ربما أهم من المرسل. لكن هناك من لاحظ أن هذا الانفتاح المعلن يتناقض تماما مع السياسة الداخلية للحكومة الصينية. وجاء المحور الثاني في إعراض الناخبين البريطانيين والأمريكيين عن النخب، إذ شارك هؤلاء الأخيرون في عدة ملتقيات حول أسباب رد هذا الفعل وسبل التصدي له. وكان المحور الأساسي لمنتدى دافوس هذا العام «زعامة متفهمة ومسؤولة» على خلفية تفاقم الفجوة بين المدن والأرياف في البلدان الغربية، ومباحثات حول سبل تهدئة غضب الطبقة الوسطى. وقال وزير المالية الأمريكي السابق لورنس سومرس: «من الخطأ عدم الإقرار بأن الطبقة الوسطى في بلادي وبلدان أخرى قلقة لعدم دفاع الحكومة عنها». واحتل تقديم رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي (الخميس) الماضي معلومات عن خطتها لتطبيق بريكست أمام جمع من رجال الأعمال المحور الثالث. لكن ماي أشارت إلى أن بلادها «منفتحة على عالم الأعمال» رغم واقع أنها خططت لخروج المملكة من السوق الأوروبي الموحد، ووعدت بالعديد من الاتفاقات التجارية مع شركائها عبر العالم. بينما اهتم مشاركون آخرون بالمحور الرابع، الذي تطرق لاستعدادات الثورة الصناعية الرابعة؛ في وقت تحل فيه روبوتات صناعية محل عمال في المصانع، إذ يتوقع خبراء فقدان ملايين الوظائف التي يمكن أن تعوضها الآلات، ووجهوا نداء عاجلا للحكومات حول وسائل مواجهة هذا التحدي. في حين تبلور المحور الخامس في تقرير منظمة أوكسفام غير الحكومية، الذي تنشره قبيل دافوس كل عام، الذي يظهر الفوارق المتنامية بين الأغنياء والفقراء. وتبين أنه يوجد ثمانية أشخاص، بينهم مؤسس ميكروسوفت الحاضر في منتدى دافوس بيل غيتس، يملكون ثروة تساوي ما يملكه النصف الأكثر فقرا في العالم.