أحدثت زيارة نائب رئيس الجمهورية الجنرال علي محسن الأحمر لجبهة صعدة أول من أمس، واعتماده خطة اجتياح صعدة القديمة من عدة محاور أهمها محوري علب والبقع، حالة استنفار قصوى بين صفوف الميليشيات الحوثية وحليفهم المخلوع صالح، من أجل إعادة التمركز في صعدة القديمة وضحيان والطلح وجبال مران، آخر معقل لزعيم التمرد عبدالملك الحوثي وقيادات الصف الأول في الجماعة المسلحة. وأكد محافظ صعدة الشيخ هادي طرشان في تصريح إلى "الوطن"، أن الحكومة الشرعية عازمة على تطهير محافظة صعدة بالكامل من الانقلابيين الحوثيين، لافتا إلى أهمية زيارة نائب رئيس الجمهورية إلى الجبهة، وذلك تزامنا مع وصول تعزيزات عسكرية إلى جبهات القتال بعلب والبقع، التي أضافت المزيد من الثقة في صفوف الجيش الوطني والمقاومة الشعبية. وكان الجنرال الأحمر قد أوضح خلال لقائه القادة الميدانيين في جبهتي البقع وعلب، أن علم الجمهورية سوف يُرفع فوق جبال مران قريبا، مرجعا الانتصارات المتلاحقة للدعم اللامحدود للتحالف العربي بقيادة المملكة، ولأفراد الجيش الوطني في جبهة صعدة، وما تحقق من تطهير عشرات المواقع في المحافظة وخنقهم في مختلف الجبهات بعد إجبارهم على الانسحاب والتقهقر، إلا دليل على قرب تصفيتهم جميعا. إعادة وضع الخطط أكد مصدر عسكري ميداني ل"الوطن"، على وجود حالة استنفار قصوى عند المسلحين، وإعلان خطط ميدانية جديدة تتوافق مع التقدم الميداني للشرعية، إلى جانب اللجوء إلى تعزيز محافظة صعدة بعدد كبير من النقاط العسكرية تحسبا لأي طارئ. ووفق المصدر، فإن جبلي مران وضحيان، شهدا أكبر التعزيزات العسكرية المكثفة من قبل الميليشيات، نظرا لأهميتهما الاستراتيجية وتحصن زعيم الجماعة عبدالملك فيها، فضلا عن المخاوف بشأن حدوث انتفاضات شعبية داخل قبائل المحافظة، مشيرا إلى وجود حالة انكماش غير مسبوقة للمتمردين في المناطق المحاذية للحدود السعودية، خاصة في جازان وظهران الجنوب ونجران، قبل هروبهم إلى عمق صعدة بعد الخسائر الكبيرة التي لحقت بهم في الأرواح والممتلكات. إخفاء المدربين أوضح المصدر أن الميليشيات قامت بإخفاء عشرات المدرٍّبين من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني في منازل مواطنين موالين للحوثي في صعدة القديمة ومديريات ضحيان والطلح، وذلك بعد أن دمرت مقاتلات التحالف العربي معسكرات التدريب التي كانوا يشرفون عليها لتدريب العناصر المسلحة على استخدام صواريخ "كاتيوشا" و"زلزال" وقذائف الهاون. من جانبه، تحدث أحد زعماء المقاومة الشعبية في محافظة صعدة حسين الجماعي، عن عنصرية الحوثيين حول تركهم لجثث أفراد الحرس الجمهوري وأبناء القبائل المسلحة المغرر بهم في الأودية والطرقات وعدم الاكتراث بهم، بينما يقومون بتكريم ذويهم القتلى بمواكب العزاء الضخمة والتفاخر بصورهم في الجبهات والميادين، مشيرا إلى وجود حالة احتقان شعبي ضخم داخل محافظة صعدة، بانتظار اللحظة الحاسمة لإعلان الحرب عليهم.