في حين تهدر المدارس السعودية ما يزيد عن 120 مليون كتاب سنويا، قدرت قيمتها الإجمالية ب360 مليون ريال، طالب مختصون وتربويون بالمحافظة على هذه الثروة التعليمية، وإيجاد طرق للمحافظة على الكتب المدرسية، والتقليل من الهدر الحاصل فيها أو وضع بدائل إلكترونية لها، أو آلية لإعادة استعمالها في المدارس من جديد. وكانت إدارة تعليم الرياض الإدارة الوحيدة التي ألزمت طلابها بإعادة الكتب الدراسية التي استلموها نهاية كل فصل، وذلك لرفع كفاءة الإنفاق وخفض الهدر العام، وربطت إعادة الكتب بتسليم نتائجهم في تعميم سابق أرسلته لمدارسها. الحاجة لرفع مستوى الوعي أكد أستاذ المناهج وتطوير التعليم بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور أحمد الحسين، أن التعليم الجيد يتطلب وجود الكتاب المدرسي الورقي، وأضاف أننا بحاجة أكثر لرفع مستوى الوعي بالكتاب بين المتعلمين، فيجب التأكيد على أنه مرجع ثمين يمكن أن يبقى في مكتبة الطالب والاستفادة منه، كما يمكن تشجيع الطالب على أن يكون هذا الكتاب بمثابة ذكريات شخصية له. التقنية لم تلغ الكتب أشار الدكتور الحسين، إلى أن التقنية الحديثة من أجهزة كفية أو لوحية أو خاصة بالكتب أو المقررات الرقمية أو الإلكترونية لن تأخذ مكان الكتاب الورقي، لأسباب كثيرة تتعلق بالتقنية نفسها، وكثرة اشتراطاتها لتعمل بشكل جيد، مبينا أنه يمكن طرح مجموعة من الحلول لزيادة فعالية الاحتفاظ بالكتاب المدرسي منها مراجعة الكتب المدرسية وتقويتها، وطباعتها بالقدر والحاجة، وربط استلام النتائج بتسليم الكتب لإعادة تدويرها، وتكثيف الوعي بأهميتها مرجعيا، وتوفير أماكن لحفظها بعد الاختبارات، وأخذ تعهد الطالب في بداية الفصل الدراسي على المحافظة على الكتب المدرسية وتسليمها نهاية الفصل وهي بحالة جيدة. توصيات لم تنفذ كان اللقاء الأول لمشرفي ومشرفات المقررات المدرسية الذي عقد في المنطقة الشرقية العام الماضي، خرج بعدة توصيات كان أهمها تحديد صلاحية الكتاب المدرسي ب3 سنوات على الأقل، والحفاظ على الكتاب المدرسي للاستفادة منه في العام التالي. بوابة رقمية للمناهج أطلقت وزارة التعليم في وقت سابق بوابة المحتوى الرقمي للمناهج، بهدف تحويل الكتب المدرسية الورقية إلى كتب إلكترونية تفاعلية مزودة بالمواد والأنشطة الإثرائية لجميع المراحل الدراسية في جميع المواد، وإعدادها لتكون قابلة للتوزيع والنشر بمختلف الوسائط، وتضمن مشروع إنتاج المحتوى الرقمي ل245 كتابا، منها كتب الطلاب، وكتب النشاط، إذ تتسم هذه الكتب بسهولة التنقل بين مكوناتها مدعومة بالمواد الإثرائية من خلال الوسائط المتعددة الفائقة وعددها 4330 وسيطةً إثرائية.