أشار تقرير أعده معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إلى الدور السالب الذي تقوم به إيران في البحرين، مشيرا إلى أن طهران دأبت على التدخل في شؤون المملكة، وتقديم الدعم للمخربين، وتحريضهم على ارتكاب جرائم ضد قوات الأمن، لدوافع طائفية. وقال التقرير الذي أعداه الباحثان ماثيو ليفيت، ومايكل نايتس "في الأول من يناير الجاري، أدى اقتحام سجن في البحرين إلى هرب عشرة سجناء شيعة، مدانين جميعهم بجرائم خطرة. وتشكل العملية التي تم التخطيط لها بشكل جيد، وأقدم خلالها المهاجمون الذين كانوا يحملون بنادق هجومية على قتل أحد الحراس، دلالة واضحة على أن الخلايا المدعومة من إيران أصبحت أكثر خطورة، بعد أربع سنوات على الأقل من التدريب والتجهيز المتزايد من طهران". وأضاف أن التصدي الحازم من قوات الأمن البحرينية للمحاولات التخريبية التي تدعمها طهران، دفع الأخيرة إلى زيادة دعمها للمتمردين البحرينيين، بجلبها مزيدا منهم إلى معسكرات تدريب في إيران والعراق، إذ تقوم الجماعات الإرهابية التي تدعمها طهران مثل كتائب حزب الله، بإعداد عناصر تحت رعاية وحدات الحشد الشعبي. تهريب الأسلحة تابع التقرير "تمت إعادة إدخال هؤلاء الأفراد المدربين بشكل دوري إلى البحرين عن طريق القوارب، إضافة إلى تجهيزات سرّية هائلة من الأسلحة. فعلى سبيل المثال، في ال28 من ديسمبر 2013، تم تعقب قارب سريع عبر الرادار الساحلي واعتراضه، محملا بكميات كبيرة من مكونات قنابل متطورة، بما فيها 31 لغما مضادا للأفراد من نوع "كلايمور"، و12 شحنة لعبوات ناسفة خارقة للدروع، إضافة إلى أدوات إلكترونية لتهيئة الأجهزة وإطلاقها. وقاد الطاقم المعتقل المحقّقين إلى وكر لصناعة القنابل في قرية القريّة في البحرين. وبالفعل، تشكل الشبكة المتنامية من منشآت صنع القنابل، ومخازن الأسلحة إحدى الجوانب الأكثر إثارة للقلق للحملة المزعزعة للاستقرار التي تقوم بها إيران في البحرين". تزايد الخطر الإيراني تطرق الباحثان إلى التطور الذي شهدته العمليات التخريبية في البحرين، ومضى قائلا "استيراد تجهيزات وخبرات في التفجيرات على الطرقات، أحدث تحولا تدريجيا في مستوى الخطر الإرهابي داخل البحرين. فقبل عام 2011، لم تشهد الجزيرة سوى القليل من تفجيرات الحرائق المفتعلة والقنابل الصوتية المحدثة للارتجاج، والتي لم تسبب تقريبا أي حالة وفاة. لكن منذ عام 2012، وقع 24 تفجيرا إرهابيا على الأقل تسبب في مقتل 12 رجل أمن وتشويه 40 آخرين. وفي حين أن خسارة سلاح شرطي واحد، دفعت الحكومة إلى تفتيش أحياء بكاملها قبل عام 2011، فإن بعض المتشددين المسلحين على الأقل يملكون اليوم بنادق هجومية متطورة، لم يدر بخلد أحد أن تمتلكها هذه الميليشيات في يوم من الأيام". اقتحام السجن إزاء هذه الخلفية، اعتُبر اقتحام السجن في مركز الإصلاح والتأهيل في "سجن جو المركزي" دليلا جديدا صادما على أن الخلايا المتطورة للمتشددين المسلحين ليست قائمة فقط في البحرين، بل أصبحت ناشطة تدريجيا في عملياتها. ووفقا لوزارة الداخلية، فإن طائرات استطلاع بدون طيار قامت بجولات استكشاف لمنشآت السجن قبل وقوع الحادث. وقد تمكن 4 أو 6 مهاجمين من دخول السجن مسلحين ببنادق هجومية من نوع كلاشينكوف ومسدّسات استخدموها في مواجهة بالأسلحة النارية مع حراس برج المراقبة، وقتلوا أحد الحراس عندما كان يتسلم مناوبته، ثم حاولوا قتل آخر خلال خروجه من المنشأة. ومن اللافت أن الفارين العشرة هم من العناصر بالغة الخطورة التي تتهم بالتورط في جرائم قتل. تطاول وانتهاك تابع التقرير "تعقيد عملية اقتحام السجن، وقيمة السجناء بالنسبة إلى الشبكات المدعومة من طهران، يزيدان من الاحتمالات بأن العملية كانت قد نُفذت بتنسيق إيراني. ومما يشير إلى ذلك أنه في ال19 من يونيو، أطلق قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، قاسم سليماني، أكثر التهديدات الإيرانية صراحة ضد البحرين، مهددا باندلاع "انتفاضة دموية لن تترك خيارا آخر سوى الإطاحة بالنظام بالمقاومة المسلحة. وليس هذا مجرد تهديد، فمداهمات ورش العمل والاكتشافات الأخرى تشير إلى أن إيران كانت تضع بالفعل الأساس العملي لانتفاضة مسلحة قبل وقت طويل من تهديدات سليماني. كما أن المنامة تؤكد أنها شهدت زيادة حادة في النشاطات العسكرية التي ترعاها إيران، منها سفر مزيد من مواطنيها إلى برامج التدريب في إيران والعراق.