بعد أن كان عدد من الإرهابيين يلجؤون في السنوات الماضية إلى الأحياء الشعبية و"الاستراحات" كملجأ لهم في التخطيط والتنفيذ للعمليات الإجرامية التي تستهدف الوطن ورجال الأمن، مستغلين ازدحام هذه الأحياء بأعداد كبيرة من المواطنين والمقيمين، وبالتالي يسهل التخفي بينهم وعدم كشف هوياتهم ومخططاتهم، بدأ هؤلاء الإرهابيون في تغيير إستراتيجياتهم في الفترة الأخيرة، واتجهوا نحو الأحياء "الراقية" والجديدة ليمارسوا تحركاتهم فيها دون لفت الأنظار إليهم. العملية الناجحة التي نفذها رجال الأمن فجر أمس في حي الياسمين الواقع على أطراف العاصمة الرياض، وفي أرقى أحيائها الشمالية، سبقه تواجد لإرهابيين في أحياء متفرقة شمال العاصمة، وهو مثال جديد على محاولة هؤلاء الإرهابيين استغلال الأحياء الجديدة لتكون سكناً لهم، ومنطلقا لمخططاتهم الإجرامية، وقد يعود اختيارهم لتلك الأحياء لتوافر وحدات سكنية شاغرة وخيارات متعددة للسكن، عطفا على كثافتها السكانية القليلة والمحدودة وعدم تعارف سكانها من قبل، مما يمكّن هؤلاء الإرهابيين من التواجد في هذه الأحياء دون أن يلفتوا الأنظار إليهم، إلا أن أعين رجال الأمن لهم بالمرصاد دائما، ولن تجد أي حيلة في تظليل رجال الأمن أو التمويه عليهم. يذكر أن حي الياسمين يقع شمال العاصمة على امتداد مخرج 5 شمالا، ولم يمض على قيام الحي سوى بضع سنوات، ويحده من الشمال طريق الملك سلمان، ومن الشرق حي النرجس، ويفصله عنه طريق أبي بكر الصديق، ومن الجنوب طريق الثمامة، ومن الغرب طريق الملك فهد وحي الصحافة. تفاعل مع الإنجازات الرياض: معيض الحارثي تفاعل مواطنون ومقيمون، مع العملية الأمنية الناجحة التي نفذتها الجهات الأمنية فجر أمس للقضاء على إرهابيين في حي الياسمين شمال الرياض، ليتجدّد الشكر لرجال الأمن، والدعاء لهم في جهودهم المستمرة للحفاظ على أمن واستقرار الوطن. شكراً رجال الأمن جاء هذا التفاعل استمراراً للإنجازات المتكررة التي تحققها الجهات الأمنية المكلفة بالقضاء على الفكر الإرهابي الذي تأكدت هزيمته تحت سيطرة القبضة الأمنية القويّة لرجال الأمن. ففي موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، عاد مجدداً وسم "هاشتاق" #شكراً_رجال_الأمن، ليتصدّر تغريدات الكثير من المتابعين للعملية الأمنية في الرياض، معربين عن شكرهم لرجال الأمن الذين يضحون بحياتهم لحفظ الأمن والقضاء على كل من تسوّل له نفسه العبث بالوطن واستقراره. وقال المغرد سعيد الناجي "شكراً رجال الأمن، فأنتم صمام الأمان لهذا البلد من العابثين، شكراً يا من تبذلون أرواحكم في سبيل الله"، مذيلاً تغريدته بصورة للعلم السعودي وصورة تعبيرية للتعاون بين المواطن ورجال الأمن. فيما قالت المغردة "سهام" معلقة على قتل الإرهابيين: إن هذه هي النهاية الحتميّة لكل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن وخيانة الدين. في حين قال المغرد عوض عبدالله "ألف تحيّة وإجلال وشكر وعرفان لرجال أمننا لتواجدهم دائماً في الموعد". يقظة وشجاعة أما أحمد الرشيدي فكتب "أهالي الرياض كانوا في نوم عميق لحظة العملية فجراً، ولم يعلموا بهؤلاء الخونة، لكن هناك رجال أمن لا ينامون لحمايتكم"، فيما قال عبدالمجيد الحميدي "قوة وشجاعة وسرعة ويقظة رجال أمننا تبعث في النفوس الطمأنينة والأمان في بلدنا". أما المغرد الذي أشار إلى اسمه ب"حارس وطني" فقال "شكراً رجال الأمن وتعظيم سلام وقبلة فوق رؤوسهم، اللهم احفظهم بحفظك، وانصرهم بنصرك، وبارك فيهم وبجهودهم"، فيما قالت نورة العضيدان "تزدهر الأوطان بقوة أمنها ونعمة أمانها، وتزدهر مملكتنا بقدرة حزمها على وأد الإرهاب بإذن الله". وقال المغرد عبدالرحمن: الإرهاب يلفظ أنفاسه الأخيرة على يد رجال الأمن الأبطال. 3 قفزات توصل الإرهابيين إلى الهلاك الرياض: نايف العصيمي انبلج فجر السبت في حي الياسمين بالعاصمة الرياض، بوعي أمني وشعبي، بعد أن حاصرت الأجهزة الأمنية إرهابيين في إحدى الفلل السكنية، وتم تبادل إطلاق النار، مما دفع الإرهابيين إلى الهروب قفزاً بين المنازل، لينتهي بهما الحال إلى الموت في الشارع على يد رجال الأمن. ووقفت "الوطن" على موقع سكن الإرهابيين، واستمعت إلى المواطن مساعد العوفي الذي كان يوثق تفاصيل الحادثة بهاتفه الذكي عبر نوافذ وكاميرات المراقبة في منزله الذي يقع في الشارع الخلفي لموقع سكن الإهاربيين. إذ انتقل الإرهابيان قفزاً إلى المنزل الذي خلف سكنهما، ومنه إلى الشارع ولجآ إلى أرض فضاء بين منزلين، وقفزا إلى أحد المنزلين المجاورين للأرض، ومن هذا المنزل قفزا إلى منزل لصيق به، ومنه إلى الشارع الثاني الذي شهد مقتلهما. وقال المواطن العوفي "إنه رصد الإرهابيين وهما يقفزان إلى المنزل الآخر المجاور للأرض التي تفصل بينهما، مؤكداً أن آثار الطلق الناري من الإرهابيين لحقت أضرارها بمنزله وسيارته. وأوضح العوفي أن الإرهابيين بعد أن قفزا إلى منزل جاره كررا قفزهما إلى منزل يقع خلف المنزل الأول، ومنه إلى الشارع الذي لقيا فيه حتفهما على يد أحد رجال الأمن. تصاعد مؤشر الإرهاب الإلكتروني في 2017 الرياض: عبدالله فلاح كشف رئيس حملة السكينة التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية عبدالمنعم المشوح، عن رصد الحملة لارتفاع مؤشرات الإرهاب الإلكتروني مطلع 2016، متوقعا تصاعد المؤشر خلال 2017. قال رئيس حملة السكينة: سجل المؤشر في الربع الأول من 2016 في بعض أيامه 510 نقاط، وهو قريب من أعلى مستوى وصله المؤشر في نوفمبر 2014 عندما سجل 600 نقطة. ولفت رئيس حملة السكينة إلى أن شبكات التواصل سجلت أداء مضطربا في التعامل مع حسابات وصفحات وفيديوهات الجماعات الإرهابية خلال 2016، متسائلا عن عدم تعاون شركة تويتر -على سبيل المثال- مع الحسابات التي تروج للإرهاب بإغلاقها سريعا بدلا من الانتظار لسنوات. وتوقع المشوح أن يستمر التذبذب في مؤشر الإرهاب الإلكتروني نحو التصاعد في عام 2017، حيث ما زالت المواجهات والمعالجات الإلكترونية دون المستوى للحد من ترويج الأفكار الإرهابية والتجنيد الإلكتروني، فضلا عن أن انحسار التجنيد العملي والمشاركات الميدانية في مناطق الصراع ستفتح مجالا للتجنيد والمشاركة الإلكترونية. وأبان المشوح أن التنظيمات الإرهابية ذات نفس طويل في عالم الإنترنت، كما أنها تمتلك قوة العمل التطوعي، وهو عامل قوي للمشاركة، موضحا أن المعركة داخل شبكات التواصل ومواقع الإنترنت ستكون قوية في 2017.