لم تختلف الدراسات في اتهام السكر بالتسبب في الكثير من الأمراض المزمنة والخطيرة، لكنها أوضحت اختلافا كبيرا في الكمية التي يجب أن يتناولها الشخص يوميا. ووفقا لمجلة "التايم" الأميركية، فقد أصدرت دراسة نصيحة جديدة حول الكمية التي ينبغي علينا تناولها من السكريات، قائلة إنها أقل من 10 % من السعرات الحرارية اليومية للسكريات المضافة. توجيه جديد يعد الرابط بين السكر والأمراض المزمنة مثل السمنة والنوع الثاني من مرض السكري وثيقا، لكن بالرغم من أن العديد من الجماعات الصحية قد أوصت بتقليل كمية السكر المتناولة إلا أنهم يختلفون في الكميات اليومية الموصى بها. وأوصى توجيه غذائي أميركي بتناول أقل من 10% من سعراتهم الحرارية اليومية للسكريات المضافة – وهو ما يعادل تقريبًا علبة صودا بحجم 16 أونصة. وقامت منظمة الصحة العالمية بنشر توجيهات مماثلة، فيما قالت جماعات أخرى إنه يجب أن تكون 25% من إجمالي السعرات الحرارية هو الحد الأقصى. وفي دراسة جديدة تم نشرها يوم الإثنين الماضي في المجلة الطبية Annals of Internal Medicine، درس الباحثون الدليل المستخدم لدعم حدود كميات السكر اليومية لأقل من 10% من سعرات الشخص الحرارية اليومية. وفي الأخير استنتجوا أن هذه الوصايا الصحية العامة كانت مستندة على علوم ضعيفة الجودة. تشكيك في المصداقية مع ذلك، أعرب بعض الباحثين عن قلقهم حيال مدى مصداقية الاكتشافات الجديدة، لأن الدراسة تلقت الدعم المالي من فرع بأميركا الشمالية لمعهد علوم الحياة العالمي – وهي عبارة عن مجموعة تجارية يتكون مجلس إدارتها من علماء، وكذلك ممثلين عن شركات أطعمة ومشروبات ضخمة، كما ينتمي أعضاء معهد علوم الحياة العالمي إلى عدة شركات، منها "كوكاكولا" و"هيرشي" و"دو بونت" و"مارس" و"نستلة" و"بيبسي" وغيرها الكثير. و قال أصحاب الدارسة الجديدة إنهم أجروا دراستهم دون أي مساهمات من معهد علوم الحياة العالمي. وفي دراسة مستقلة أُجريت في نوفمبر 2016 اتضح أن الدراسات الممولة من شركات الأطعمة والمشروبات هي الأقل ترجيحا لربط السكر أو المشروبات السكرية بالنتائج الصحية السلبية مقارنة بدراسات الباحثين المستقلين. وفي تقرير نشر في سبتمبر 2016 أجراه طبيب الأسنان والباحث كريستن كيرنز من جامعة كاليفورنيا، اتضح أن الدراسات التي تمولها شركات السكر تلقي باللوم على الدهون بسبب أمراض القلب بدلا من السكر. تمويل شركات الأطعمة اليوم أصبحت شركات الأطعمة تمول كثيرا من الدراسات الصحية، فعلى سبيل المثال نشرت دراسة حديثة في مجلة American Journal of Preventive Medicine ذكرت أن ما بين 2011 وحتى 2015 أكثر من 95 منظمة صحية وطنية قد قبلت مبالغ مالية من "كوكا كولا" أو"بيبسي" أو من كليهما. وعندما سئل الباحثون عن السبب وراء نشرهم للدراسة الجديدة التي مولتها شركات الأطعمة، ردّ محررو مجلة Annals of Internal Medicine عن طريق البريد الإلكتروني: "قررت مجلة Annals أن تنشر الدراسة لأن موضوع استهلاك السكر هو أحد أكثر المواضيع التي تهم قُرّاء المجلة ومرضاهم. في الحقيقة أن التوصيات تختلف بشكل كبير هو أمر مثير لحيرة الأطباء ومرضاهم، وكذلك العامة بشكل شامل". ورغم نشر هذه الدراسة إلا أن المجلة لم تشر في نهاية الدراسة إلى أن تناول أي كمية من السكر يعتبر أمرا صحيا، فبدلا من ذلك خلص الباحثون إلى أن التوجيهات بخصوص استهلاك السكر مستندة على دليل ضعيف، وأن علينا أن ندرس ونبحث في هذا الموضوع بشكل أفضل".