رغم مرور 5 أيام تقريبا على افتتاح معرض جدة الدولي للكتاب، إلا أن عددا غير قليل من الناشرين تحدثوا إلى "الوطن" عن "ضعف واضح" في العوائد المالية. الناشرون (الذين تحفظوا على نشر أسمائهم)، أرجعوا ضعف القوة الشرائية إلى سببين رئيسيين، الأول أن الجهة المنظمة للنسخة الثانية للمعرض لم تقم بخطوات "تسويق فعَّالة"، و"ضعف السيولة النقدية" لدى الزوار. فيما ذهب بعضهم إلى انتقاد الحسابات الرسمية للمعرض على شبكات التواصل الاجتماعي، وبخاصة "تويتر" BookJeddah@ ، والتي تركز جوهر محتواها على تسويق منصات تواقيع الكتب، على حساب تسويق الناشرين، لحلحلة عمليات البيع. ويؤكد أحد الناشرين المصريين – فضل عدم ذكر اسمه- "الوطن"، أن نسبة الأرباح تدنت عن العام الماضي، بنسبة تصل ل20%، خلال الأيام الأولى للمعرض، مما أحدث قلقا لدى العديد من الدور المشاركة، وبخاصة في ظل ارتفاع تأجير مساحة المتر المربع الواحد، ووصلت قيمتها ل200 دولار (750 ريالا). ويخشى بعض الناشرين أن تتكرر إشكالية العام الماضي، برفع معروض لرئيس اللجنة العليا لمعرض الكتاب الدولي محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد، وطالب البعض حينها ممن تعذر عليهم دفع كلفة إيجار المساحة بالتغاضي عنه بسبب ضعف أرباحهم المالية، والتي تناولتها وسائل الإعلام بشكل واسع. جدة التاريخية اللافت في النسخة الثانية من المعرض، حضور كتب تتناول المنطقة التاريخية بجدة، بشكل مركز ومنهجي، من خلال مكتبة "جدة وأيامنا الحلوة"، التي تشارك للمرة الأولى منذ تدشينها خلال العام الجاري. واستلهم جناحها الطابع العمراني لبيوت جدة العتيقة، التي سادت حقبة ما قبل 1947، ووفقا لمالكها منصور الزامل، فإن أهداف مشاركتهم تأتي في إطار التوعية للحفاظ على المخزون التراثي لمدينة الثلاثة آلاف سنة، ولإعطاء البعد الثقافي جانبا مهما، لمعرفة كافة الجوانب المرتبطة بتفاصيل تاريخ جدة خلال النصف الأول من القرن الماضي. وتوثق المكتبة تراث جدة، وتشجع على كتابته وتدوينه، وتوفير ما كُتب عنها قديما، بحيث يطلع الزوار على تاريخها وتحديدا في التقاليد والعادات الاجتماعية، التي مثلت الصورة الدلالية الأبرز لها. عدد من الإصدارات موزعة بين أرفف المكتبة الواقعة في المنطقة B8 جناح رقم 20، ك"جدة التاريخية 1969.. بعيون جوزيف رورك"، و"أيامنا الحلوة حكاية"، و"جدة تاريخ وحضارة"، ورواية "أيامنا الحلوة"، و"رحلة لأيامنا الحلوة". وينقسم الجناح إلى قسمين رئيسيين، الأول للمكتبة، فيما القسم الثاني حدد للأعمال الفنية التشكيلية لجدرانية جدة وأيامنا الحلوة، التي تأسست في 2015، وتعكس تراث وحضارة المنطقة التاريخية بجدة، وهو مشروع توثيقي فني بمسمى "داخل السور داخل القلب" يوثق من خلال الرسم الزيتي صورا التقطها رحالة زاروا مدينة جدة خلال الفترة 1902 – 1945، وتبلغ عدد اللوحات المعروضة 38 لوحة.