حتى وهم على مشارف المغادرة، أصرت قوات الأسد على النّيل من مدنيي حلب تشفيا وانتقاما، فقتلت شخصا وأصابت 3 آخرين بإطلاق نار على قافلتهم المغادرة لشرق المدينة، تنفيذا لاتفاق الإجلاء الموقع بين المعارضة وروسيا. وشهدت حلب مجازر وحشية نفذتها قوات النظام والميليشيات المساندة لها، انتشرت صورها عبر وكالات الأنباء ومواقع التواصل الاجتماعي، معلنة عدم احترام هذه القوات أي مواثيق إنسانية أو قانونية. هجرة جماعية مفاوضات الإجلاء انتهت عند الثالثة من فجر أمس 4 آلاف معارض وعائلاتهم يتجمعون لمغادرة حلب 20 حافلة وسيارات إسعاف تتولى نقل المدنيين روسيا تراقب العملية بكاميرات وطائرات استطلاع فيما أعلن التلفزيون الرسمي التابع للنظام السوري، أنه سيتم إجلاء أربعة آلاف مقاتل من الفصائل المعارضة مع عائلاتهم من شرق حلب في إطار الاتفاق الذي تم التوصل إليه أمس، قال متحدث باسم خدمة الدفاع المدني في مناطق المعارضة في شرق حلب، إن مقاتلين موالين لقوات النظام فتحوا النار على قافلة كانت تستعد للمغادرة، مما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل. وأكد المتحدث أن مقاتلين موالين للنظام أطلقوا النار على القافلة وسيارات الإسعاف وأشخاص يقومون بفتح الطريق. وفي وقت سابق قال رئيس منظومة الإسعاف والطوارئ في حلب أحمد سويد، إن ثلاثة أشخاص أصيبوا في الواقعة، مبينا أن قوات النظام أطلقت النار على القافلة و"أنهم اضطروا مرة أخرى إلى العودة إلى المناطق المحاصرة". وذكر قياديون في المعارضة أن القافلة لم تستكمل العبور، فيما قال شاهد عيان إن قناصة أطلقوا الرصاص على الناس وهم يحاولون فتح الطريق لعربات الإٍسعاف.
إشراف روسي كانت نحو 20 حافلة بالإضافة إلى سيارات إسعاف تحركت ظهر أمس من حاجز لقوات النظام عند الأطراف الجنوبية لمدينة حلب باتجاه المنطقة التي يتجمع فيها المقاتلون والمدنيون في العامرية في جنوب شرق حلب. وفيما يشرف الجيش الروسي على عملية الإجلاء عبر كاميرات مراقبة وطائرات استطلاع، قالت المتحدثة باسم الصليب الأحمر الدولي في سورية أنجي صدقي إن العملية تجري كما هو مخطط لها، وإن الناس تتجمع في الموقع، لافتة إلى أن العملية " تحتاج لبعض الوقت". وفي وقت لاحق، أكدت مصادر وصول الدفعتين الأولى والثانية من المقاتلين والمدنيين الذين يتم إجلاؤهم من شرق حلب إلى مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في ريف المدينة الغربي، فيما أعلن نائب رئيس الوزراء التركي ويسي قايناق، في تصريح صحفي أمس، أن عملية الإجلاء من مدينة حلب قد تشمل مئة ألف مدني، مؤكدا أن تركيا يمكن أن تقيم مخيما لاستقبالهم في سورية. تردد أوباما انتقدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية القصف الوحشي الذي مارسته قوات النظام والميليشيات الموالية لها، مشيرة إلى تقدم قوات النظام بحلب ما كان ليحدث لولا الدعم الذي يلقاه من لدن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأضافت أن إيران قامت بدعم الأسد ومليشيات حزب الله اللبناني بالسلاح والمال، وأن حزب الله نشر نحو خمسة آلاف مقاتل في سورية للدفاع عن النظام السوري، وهو ما سمح بالفوضى التي أدت إلى صعود تنظيم داعش في سورية وتشكيله تهديدا إرهابيا كبيرا. كما انتقدت الصحيفة موقف الرئيس أوباما المتردد إزاء ما يجري في سورية، وقالت إنه سبق لأوباما أن دعا الأسد إلى التنحي في 2011، لكن الرئيس الأميركي لم يعمل على تحقيق هذه الدعوة ولا دعم المعارضة المناوئة للأسد كي تصبح لديها جبهة قتالية قادرة على مواجهة النظام السوري. وأضافت أن الرئيس بوتين كان يستخدم الدبلوماسية خدعة من أجل تمكين الأسد من الانتصار العسكري على المعارضة في نهاية المطاف. مفاوضات الفجر كان التلفزيون الرسمي قد أعلن في شريط إخباري أن "أربعة آلاف مسلح مع عائلاتهم سيتم إخراجهم من الأحياء الشرقية بحلب، وكل الإجراءات جاهزة لإخراجهم"، فيما أشارت مصادر إلى أن المقاتلين خرجوا من آخر جيب كان تحت سيطرتهم في المدينة. وقالت المصادر إن المفاوضات حول ترتيبات الإجلاء انتهت الساعة الثالثة فجر أمس، بعدما تم التوصل إلى اتفاق بين المعارضة وروسيا لإجلاء مقاتلين ومدنيين من حلب الثلاثاء الماضي، غير أن الاتفاق تم تعطيله لمواصلة قوات النظام والميليشيات الإيرانية عمليات القصف الكثيف في حلب. وأوضحت المصادر أنه سيتم أولا إجلاء الجرحى وعائلاتهم و250 ناشطا ضد النظام غير مسلحين، على أن يتم في المقابل إجلاء جرحى ومرضى من بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين المحاصرتين من فصائل المعارضة في محافظة إدلب في شمال غرب البلاد. وسيتوجه المقاتلون الخارجون من حلب، بحسب الجيش الروسي، إلى إدلب التي يسيطر عليها تحالف من الفصائل المقاتلة بينها جبهة فتح الشام. المشهد في حلب النظام يعلن إجلاء 4 آلاف مسلح القناصة تستهدف قوافل الإغاثة اضطرار الأهالي للعودة استعداد تركي لاستقبال النازحين صحف أميركية تندد بموقف الرئيس أوباما