فيما أفادت مصادر أمنية عراقية أن تنظيم داعش بات يلجأ لبناء حصون جديدة بهدف منع القوات العراقية من الاقتراب من مناطق سيطرته قرب نهر دجلة، شرق الموصل، طالب إقليم كردستان الحكومة المركزية في بغداد بمنع قادة ميليشيات الحشد الشعبي من إطلاق التصريحات التي تسيء إلى الشعب الكردي وتزيد من إثارة النعرات الطائفية، في وقت اتهمت قوى كردية نائب رئيس الجمهورية زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، بالوقوف وراء تحريك ميليشيات تابعة له للهجوم على خصومه. وأوضح المحلل السياسي ازاد نامق، أنه خلال تولي المالكي رئاسة الحكومة، أعطى الضوء الأخضر لتمرد الميليشيات، بهدف تطويعها في مراحل أخرى لتصفية خصومه، لافتا إلى أن تعاون إقليم كردستان مع الحكومة المركزية في تحرير نينوى، أفقد المالكي صوابه، لأنه هو المسؤول المباشر والمتهم الأول في سقوط الموصل وتسليمها للدواعش منذ عامين. وكان أمين عام جماعة "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، قد صرح مؤخرا بأن من بين أهم المشاكل التي ستبرز بعد التخلص من داعش هي المشكلة الكردية، الأمر الذي أثار موجة غضب لدى قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني، متهمين عناصر ميليشيا الحشد الشعبي بأنهم باتوا يمتلكون تأثيرا واسعا على القرار السيادي في بغداد، خصوصا بعد شرعنة الأخيرة لقانون من شأنه أن يسمح بإدراج الميليشيا ضمن القوات العراقية الرسمية. تحذيرات متجددة أصدرت رئاسة إقليم كردستان بيانا أكدت فيه تكرار تهجم قادة ميليشيات الحشد الشعبي على الشعب الكردي، متأملة أن تكون مثل هذه التصريحات مجرد آراء شخصية ولا تعبر عن الحكومة العراقية، ومؤكدة أن الشعب الكردستاني وقوات البيشمركة ليست لديهم أطماع خفية باحتلال أراضي الغير. ويرى مراقبون أن خطر ميليشيا الحشد الشعبي بات يخرج للعلن أكثر من السابق، خصوصا أن التلميحات الطائفية التي تخرج من بعض قادتها تجاه المدنيين أو الأكراد، باتت تثير القلق والمخاوف، في وقت أكدت فيه مؤخرا أنها مستعدة للقتال على الأراضي السورية فور انتهائها من معارك الموصل. عمليات الموصل شدد عضو اتحاد القوى العراقية -ممثل المكون السني- في البرلمان، النائب فارس الفارس، على أهمية تفعيل الإجراءات القضائية بحق المسؤولين المتهمين بسقوط الموصل بيد تنظيم داعش، محذرا من فرض هيمنة قادة الميليشيات على القرار الرسمي. ميدانيا، أعلنت وزارة الدفاع العراقية أول من أمس، فرض السيطرة بشكل كامل على حي التأميم، شرق الموصل، فيما قصفت القوات العراقية حي الوحدة وسومر -جنوب- شرقي الموصل تمهيدا لاقتحامها، في وقت سمحت فيه الأجواء المناخية والأمطار الغزيرة لعناصر داعش من التوغل داخل الأحياء المحررة، وشن هجمات مضادة استهدفت القوات الأمنية والمدنيين على حد سواء.