في خضم الأزمات التي تعصف بالمنطقة العربية منذ سنوات، استغلت إيران تلك الأحداث، وعملت على الاستفادة من تراجع الدور الأميركي في المنطقة، وتركيز إدارة الرئيس باراك أوباما على إنجاز الاتفاق النووي مع طهران، وبدأت إيران في استغلال تلك الأحداث لبسط سيطرتها على الدول العربية، برفع شعارات مذهبية، وادعاء نصرة الأقليات الشيعية، وهو ما سهل لها استخدام بعض تلك الأقليات ضد شعوبها، وتسخيرها لتحقيق أهدافها الخاصة. كما سرّعت طهران من وتيرة تدخلها في شؤون سورية والعراق واليمن ولبنان. التشرذم العراقي في العراق، وبعد حقبة عام 2003، تزايدت في العراق الأعمال الطائفية التي تستهدف أبناء الطائفة السنية، تحديدا ودون غيرهم، بعمليات التنكيل والتهجير والقتل. وبعد أن تغلغل الاحتلال الإيراني للدولة العراقية في كامل مؤسساتها منذ عام 2003، عبر أتباعها من قادة بعض الفصائل السياسية التي جعلت منهم مطايا لتنفيذ مطامعها في المنطقة، أدخلت مؤخرا ما يسمى ميليشيا "الحشد الشعبي" في تركيبة الدولة، وشرعنة أعماله الطائفية، وهي الميليشيا التي ما انفكت عدة تقارير ميدانية إقليمية وغربية، تحذر من انتهاكاتها الطائفية بحق المدنيين. قمع الثورة السورية تشير مصادر إلى أنه بعد اندلاع شرارة الثورة السورية مطلع عام 2011، توجست طهران من احتمال خسارة حليفها الأوثق في المنطقة، وهو نظام الأسد، الأمر الذي يعني بداية انحساره وتقوقعه على نفسه، فاستغلت تراجع الدور الأميركي في المنطقة، وغض إدارة الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما عن جرائم نظام الأسد، فأرسلت ميليشيات حزب الله اللبنانية للقتال على الأراضي السورية، لمنع سقوط النظام، وحشد كل الحركات المشابهة في المنطقة ابتداء بالعراق ومرورا باليمن وانتهاء بأفغانستان، بحجة حماية المراقد الدينية المقدسة. خيانة اليمن بعد أن اطمأنت إيران إلى اكتمال مخططها الرامي إلى تطويق شمال شبه الجزيرة العربية من العراق ومرورا بسورية وانتهاء بلبنان على ضفاف البحر المتوسط، ما تزال تسعى إلى مواصلة التغول والهيمنة على حساب الشعوب العربية، واستغلت الأوضاع في اليمن، وأوعزت إلى حليفها الحوثي بالتحالف مع المخلوع، علي عبدالله صالح بانتزاع السلطة عن طريق القوة. وبعد أن كانت الجماعة عبارة عن مقاتلين يقبعون في كهوف مدينة صعدة، استولوا على زمام السلطة، بعد أن فتح لهم المخلوع مخازن أسلحة الجيش الوطني.