تباينت الآراء بين المشاركين والحاضرين في المؤتمر الدولي الثاني "الإعلام والإرهاب: الوسائل والاستراتيجيات"، الذي تنظمه جامعة الملك خالد في أبها، ويختتم فعالياته اليوم، حول المسودة الأولى للإعلان العالمي عن الإرهاب، الذي يزمع المؤتمر إصداره، وجاءت معظم الملاحظات على تركيز المسودة على نقاط وصفها بعض المتداخلين بأنها تحتاج إلى إعادة صياغة. تعبنا من التوصيات قدم الدكتور علي شويل القرني الجلسة التي اختتم بها اليوم الأول للمؤتمر، بقوله "تعبنا من التوصيات، التي ينتهي بها المطاف إلى أدراج المكاتب، ونطمح من خلال هذا المؤتمر وهذا الإعلان للخروج بنتائج نوعية، بينما قال الدكتور حمزة بيت المال، استخلصنا في هذه الوثيقة أهم الجدليات عن الإرهاب وتعريفه، والنقاط التي تناقش الإرهاب، متفقين على أن "الإرهاب لا دين له". مرجعية عالمية أشار الدكتور علي بن زهير القحطاني، إلى أن الوثيقة تنظر إلى رفع كفاءة الحاسة الإعلامية في المجتمع، والتأكيد على المشاركة الاجتماعية في هذه المواجهة للإرهاب. وأضاف الدكتور عمر أبوسعده، بقوله، نسعى إلى أن يكون الإعلان مرجعية عالمية لمكافحة الإرهاب، وعلينا أن نتفق على آليات محددة لتنفيذه على المستوى المحلي والعربي والعالمي. ليتداخل مقدم الجلسة الدكتور علي شويل ، بأن هذا ليس إعلانا إسلاميا، بل هو إعلان عالمي، لا يرتبط بدين أو طائفة أو مجتمع بعينه، ونطمح أن يوافق عليه العربي والأوربي والأميركي وغيرهم من الأمم في العالم. حقوق الإعلاميين اقترح الدكتور إبراهيم البعيز، أن يتضمن الإعلان تكريم الصحفي الذي يضحي بحياته من أجل نقل كوارث الإرهاب، والتواصل مع المركز الدولي للإرهاب لتدعيم الوثيقة، وإعطاءها بعدا دوليا، مضيفا أن مسودة الوثيقة أغفلت حقوق الإعلاميين وركزت على الواجبات فقط، وهذه نقطة يجب الانتباه لها، بينما قال الدكتور فايز الشهري، "أقترح أن يسمى الإعلان، بإعلان أبها، فهي مدينة السلام والمحبة"، وطالب مدير المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والإعلام ببيروت الدكتور علي عواد بإضافة بعض العبارات التي وصفها بالمهمة، لتوضيح وتقوية بعض النقاط الواردة في الإعلان. يرى الدكتور عبدالنبي الطيب أنه من المهم أن يتضمن الإعلان التأكيد على متابعة الأسرة، لأنها البداية الأولى لتشكيل فكر الإنسان. عشوائية الإنتاج تساءل الكاتب في "الوطن" صالح الديواني حول الكيفية التي ستتعامل بها الوثيقة مع وسائل الإنتاج الإعلامي الخاص، التي تركز في تناولها للتاريخ الإسلامي بعشوائية، من جانب القتال والفتوحات والحروب والسيف، مهملة تقديم الجوانب الاجتماعية العربية والإسلامية، متسائلا عن الكيفية التي ستؤدي بها الوثيقة دورها، وسط الخلافات السياسية على مستوى العالم العربي بشكل خاص. نسب التجنيد قدرت ورقة قدمها الدكتور جدو ولد محفوظ، من جامعة نواكشوط من موريتانيا، ضمن فعاليات المؤتمر أمس نسبة من يتم تجنيدهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ب 80 %. وأشار ولد محفوظ إلى أن "بعض الدراسات الحديثة أكدت أن نسبة 80 % من الذين انتسبوا إلى التنظيمات الإرهابية، كتنظيم داعش، تم تجنيدهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي. بدوره قدم الدكتور زاوي راب "جامعة مولود معمري تيزي وزو- الجزائر" إحصاءات أخرى في ذات الإطار، حيث قال "الإحصائيات المتوفرة حول دعاية داعش على وسائل التواصل الاجتماعي تشير إلى وجود أكثر من 45 ألف حساب للتنظيم على شبكة "تويتر"، تنشر ما يقارب 90 ألف تغريدة يوميا. انتقادات حفلت جلسات أمس بنقاشات حول مستوى البحوث، حيث رأى بعض المتداخلين أن معظم الدراسات التطبيقية التي قدمت اعتمدت على طلبة في المرحلة الجامعية، مع أن التنظيمات الإرهابية تستخدم الأطفال حتى تربيهم على العنف والإرهاب منذ الصغر، كذلك انتقاد آخر لصحف إلكترونية "جعلت من الإرهابي بطلا"، ورأى بعض المتداخلين أن عناوين الأبحاث غير دقيقة "فأغلبها شمولية خالية من التخصص"، وكان اللافت انتقاد أحد البحوث الذي ركز على الطلاب الذكور دون ذكر للطالبات.