ذكرت أن ملتقى ناجحاً عقد يوم الخميس الماضي في مجلس الشورى، استضاف فيه المجلس خبراء ومهتمين خليجيين ملتقى «الإرهاب والتنظيمات الإرهابية: الخطر والمواجهة» دعي لحضوره نخبة من المسؤولين ومدعوين ومدعوات مهتمين بالشؤون الخليجية. في الجلسة الأولى تناول المشاركون موضوع الحوار: واقع الإرهاب وتنظيماته، وأدارها الدكتور زياد الدريس مندوب المملكة في اليونسكو. قدم د. سمحان السلطان نيابة عن د. ذعار المحيا كلمة عن «واقع الإرهاب وتنظيمات الإرهابية حالياً في المنطقة» مقارناً القاعدة وداعش وحزب الله والحوثيين من حيث سبل التواصل، والتمويل والنشاطات. منوهاً إلى أن القاعدة اعتمدت على اللقاءات المباشرة ومولت نشاطاتها الجهادية من التبرعات ودعت متابعيها إلى الجهاد.. بينما تستخدم داعش وسائل التواصل الاجتماعي وتمول نشاطاتها من بيع النفط والغاز والسبي والفدية, وتدعو متابعيها إلى الهجرة من مواطنهم عالمياً للانضمام إلى دولة الخلافة. أما حزب الله فيعتمد في التواصل على الفضائيات والصحف, وفي التمويل على دعم إيران وتجارة تهريب المخدرات.. ويعتمد الحوثيون على اللقاءات ويمول نشاطهم الدعم من إيران والقبائل. د. سلطان الطيار استعرض تجربة المملكة العربية السعودية في التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية. أما الدكتور فهد العنزي عضو مجلس الشورى فتكلم عن الدور التشريعي لمكافحة الإرهاب في المملكة العربية السعودية. وتكلم الدكتور معن الحافظ من وزارة الخارجية عن التدابير التشريعية الدولية التي اتخذتها المملكة لمواجهة الأعمال الإرهابية. فيما تكلم اللواء سعد الشهراني من جامعة الأمير نايف الأمنية عن عمليات المواجهة المتكاملة للظاهرة الإرهابية, تكلم اللواء خالد الخليوي عن خطورة الإرهاب على المملكة واستراتيجيتها الأمنية لمكافحته.. وانتهز الفرصة لأتمنى له الشفاء الكامل من العارض الصحي الذي تعرض له ربما للتوتر الذي يصاحب التركيز على الظواهر السلبية وتعبه في إعداد العرض. الجلسة الثانية, التي أدارها الدكتور عبدالعزيز الملحم وكيل وزارة الثقافة والإعلام، تناولت المواجهة الفكرية والإعلامية للتطرف والإرهاب. ابتدأت بعرض المستشار الإعلامي د. حمزة بيت المال, بإطار مفاهيمي, حالة جهود المملكة في مواجهة فكر التطرف والإرهاب. كما استعرض الدكتور فايز الشهري عضو مجلس الشورى وضع الإرهاب الإلكتروني: التهديد وأساليب المواجهة. وقدم د. عبدالمنعم المشوح رئيس حملة «السكينة»، عرضاً لمبادرة عملية باستراتيجية الأمن الفكري في مواجهة الإرهاب عبر الحوار مع الإرهابيين واستثارة وعيهم للتفكير والتغير. وتناول الدكتور عبدالرحمن الهدلق مدير عام إدارة الأمن الفكري بوزارة الداخلية الاستراتيجية. الجلسة الثالثة حول مواجهة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية بدول مجلس التعاون: الدروس المستفادة من تجارب دول مجلس التعاون فقد أدارها الأعلامي جاسر الجاسر, وشارك فيها د. خالد الغلاسي عضو المجلس الوطني في الإمارات العربية المتحدة, ود. جمال بن علي بوحسن عضو مجلس النواب في مملكة البحرين ود. سليم بن سالم الرشيدي عضو مجلس الشورى في عمان ود. راشد عضو مجلس الشورى بقطر ود. أحمد السليمي عضو مجلس الأمة في الكويت والعميد بسام بن زكي عطية من المباحث السعودية.. تجارب تعكس تفاوتاً في النظرة الخاصة والتوجه العام. لابد أن أشكر هنا معالي أمين عام مجلس الشورى الأستاذ محمد العمرو على نجاح الملتقى, ود. فاطمة القرني والفريق الذي عمل بجد واضح. كعادة الملتقيات تذبذب أداء الأجهزة التقنية, ولكن محتوى الحوار عوض كل قصور.. عدد الحضور فاق ال170 بقي بعضهم حتى آخر قطرة من الحوار حول هذه القضية الملتهبة.. بل وعبر بعضهم عن الرغبة في استمراره متمنين لو كان مؤتمراً لأيام، وليس ملتقى لساعات يوم ما يؤكد أن كل المهتمين يرون الإرهاب أهم التحديات أمام دول الخليج, وأنه الآن قضيتنا المحتدمة.