ينتظر أن تكشف أوراق مؤتمر "الإعلام والإرهاب: الوسائل والإستراتيجيات" الذي تنظمه جامعة الملك خالد بأبها، ممثلة في قسم الإعلام والاتصال بعد غد، ملامح من الأدوار التي تقوم بها النخب السعودية، في مواجهة الإرهاب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى أساليب التجنيد الإلكتروني التي تقوم بها بعض الجماعات الإرهابية، خصوصا "داعش" التي حظيت بحضور واسع في الأوراق المقدمة للمؤتمر، وبرزت هنا ورقة للباحثة أبرار منصور الجديد (جامعة الملك سعود) التي توصلت إلى أن مشاركة أغلب النخب السعودية، في تعزيز الأمن الفكري والتوعية بمخاطر الإرهاب عبر شبكات التواصل الاجتماعي مشاركة متقطعة. وعن أبرز مظاهر الخلل في الأمن الفكري على شبكات التواصل الاجتماعي من وجهة نظر النخب، قالت الباحثة "أوضحت النتائج أن هناك عدة مظاهر لهذا الخلل، من أبرزها: إطلاق الفتاوى في موضوعات مهمة وحساسة تؤثر على كيان الدولة وفكر المجتمع من قبل مجتهدين لا يملكون الأهلية. كذلك تركز معظم الدراسات المقدمة على توظيف الجماعات الإرهابية لمواقع التواصل الاجتماعي في تجنيد الشباب". المواجهة الإعلامية يرعى وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى، المؤتمر الذي يستمر 3 أيام في رحاب جامعة الملك خالد بمشاركة دولية واسعة. وأوضح مدير الجامعة المشرف العام على المؤتمر، الدكتور فالح السلمي، أن رعاية وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى تأتي ضمن اهتمام الوزارة بدعم الأنشطة والبرامج العلمية في الجامعة. وأضاف: المؤتمر يسعى إلى البحث في الوسائل والإستراتيجيات الكفيلة بمواجهة الإرهاب إعلاميا، وإبراز دور المؤسسات الإعلامية في الإسهام في التعامل معه، وكشف أساليبه والعمل على تكوين رأي عام يسهم في نشر ثقافة التسامح والوسطية والاعتدال في المجتمع، مشيرا إلى أن التعاطي مع ظاهرة الإرهاب بمختلف أساليبه ووسائله أصبح من أدق المسائل الشائكة والمعقدة التي تؤرق المهنيين والمشرفين على المؤسسات الإعلامية والأنظمة السياسية والمنظمات الدولية. ويؤكد وكيل الجامعة للشؤون التعليمية والأكاديمية، رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر، الدكتور محمد الحسون أن المؤتمر يأتي إيمانا من جامعة الملك خالد بدورها التربوي والتعليمي على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، مشيرا إلى أن مؤتمر "الإعلام والإرهاب" يضم نخبة من العلماء في مجال الإعلام والمجالات ذات العلاقة، وسيقدمون من خلاله رؤى واضحة عن أهمية الإعلام، وكيفية توظيفه في مكافحة الإرهاب، بما يتماشى مع أسس الإعلام ومنهجيته الصحيحة. 83 بحثا من 1000 كشف المستشار، المشرف على قسم الإعلام والاتصال، رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، الدكتور علي شويل القرني، أن اللجنة العلمية فوجئت بعدد كبير من طلبات المشاركة من داخل المملكة وخارجها زادت على 1000 طلب، مما شكل ضغطا كبيرا على اللجنة التي عملت على فرز كل هذه الطلبات، ووصلت إلى اختيار نحو 130 مشاركة ثم قلصنا الاختيارات إلى 83. وأكد القرني أن الجامعة بتوجيه من مديرها الدكتور فالح بن رجاء الله السلمي قد جندت جميع الإمكانات لخدمة هذا المؤتمر، نظرا لأهمية موضوعه وعالمية الاهتمام به، ونطمح في هذا المؤتمر إلى أن نصل إلى وضع مسودة (إعلان عالمي) لكيفية تعامل الإعلام مع الإرهاب، وهذا هدف طموح نأمل أن نصل إليه.