وجّهت الصين صفعة مدوية لميليشيات الحوثيين الانقلابية وحليفها المخلوع علي عبدالله صالح، حيث رفضت الاعتراف بما تسمى "حكومة الإنقاذ" التي شكلها طرفا الانقلاب مؤخرا، وأكدت بكين اعترافها فقط بالحكومة الشرعية التي يرأسها عبدربه منصور هادي، كما رفضت الموافقة على "أي إجراءات أحادية يتخذها أي طرف وتؤدي إلى زيادة تعقيد الأمور". ووصفت تشكيل حكومة الانقلاب بأنه "خطوة لا تخدم الجهود السياسية والدبلوماسية لإحلال السلام"، ودعت كل الأطراف إلى استئناف الحوار والتفاوض على أساس قرارات مجلس الأمن والمبادرة الخليجية. وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان، عقب زيارة قام بها المتحدث باسم الميليشيات الحوثية ورئيس وفدها للمفاوضات، محمد عبدالسلام، إن استقبالها ممثل الحوثيين "يأتي فقط في سياق انفتاحها على جميع الأطراف وسعيها لإيجاد حل سلمي للأزمة، لكنها لا تتعامل رسميا إلا مع الحكومة الشرعية". وأضاف البيان "الصين واليمن تربطهما علاقات صداقة تقليدية وقديمة. وبكين تدعم الحكومة الشرعية في اليمن التي تحظى بثقة واعتراف المجتمع الدولي". تأكيد المرجعيات أكد المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، تمسكه بشرعية هادي، مؤكدا في تصريحات صحفية أن لقاءهما الأخير في عدن يأتي تأكيدا على تلك المبادئ، وقال "لا يمكن إيجاد حل للسلام في اليمن خارج إطار الشرعية المتمثلة في الرئيس هادي، ولا بد من الالتزام بالمرجعيات الثلاث، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216". وأضاف أنه تسلم خلال اللقاء ملاحظات الحكومة اليمنية على المبادرة الأخيرة لإحلال السلام، مشيرا إلى أنه تمخضت من خلال الاجتماع إضافات كثيرة للمبادرة الأخيرة التي من شأنها أن تحقق السلام المنشود. وجدد رفضه وإدانته لحكومة الانقلابيين، قائلا إنها "خطوة أحادية ومتهورة لا تخدم المصلحة العليا للشعب اليمني ولا تنهي الحرب، ولا بد من خضوع جميع الأطراف إلى قرارات مجلس الأمن وبكل البنود الكفيلة بإحلال السلام". التمسك بالشرعية توقّع المحلل السياسي علي البخيتي أن يجد الانقلابيون صعوبة كبيرة في انتزاع اعتراف أي طرف دولي بحكومتهم، مشيرا إلى أن حكومة الرئيس هادي وحدها التي تحظى باعتراف المجتمع الدولي، وقال "لا أتوقع أن تعترف أي دولة بحكومتهم، بما في ذلك إيران وروسيا، وحتى الصومال لن تعترف بشرعيتهم، ويعد هذا تأكيدا واعترافا ضمنيا جديدا بشرعية الرئيس هادي وحكومة ابن دغر". مضيفا أن تشكيل الانقلابيين لحكومتهم أتى بنتائج سلبية عليهم، حيث منح الحكومة الشرعية قوة أكثر لرفض الضغوط الخارجية، مما يدفعها لمواصلة العمليات العسكرية لتحرير العاصمة صنعاء وإنهاء الانقلاب.