حذّر رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر من سقوط النظام الجمهوري القائم في بلاده منذ ثورة 26 أيلول (سبتمبر) العام 1962 ضد نظام الإمامة، وذلك خلال لقائه مع سفير روسيا لدى اليمن فلاديمير ديدوشكين في العاصمة السعودية الرياض اليوم (الخميس). وأكد بن دغر أن «ما يجري في اليمن اليوم هو صراع مشروعين إمامي وجمهوري»، مشدداً على أنه «إذا سقط النظام الجمهوري في اليمن فإن ذلك سيكون مشكلة حقيقية على المنطقة»، بحسب ما نشرته «وكالة الأنباء السعودية» (واس). وجدد رئيس الوزراء اليمني التأكيد على موقف حكومة بلاده الساعي إلى السلام الشامل والدائم وإنهاء الحرب التي فرضتها ميليشيا الحوثي وصالح على اليمنيين، مشيراً إلى أن «الميليشيات الإنقلابية هي من رفضت كل الاتفاقات والمبادرات، وآخرها الاتفاق المقدم من الأممالمتحدة في الكويت». وأوضح أنه «لا بد أن يكون السلام وفقاً للمرجعيات الثلاث التي وافق عليها حتى الحوثيين، وهي المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن الرقم 2216». من جهته أكد السفير الروسي دعم بلاده للشرعية الدستورية في اليمن، مشيراً إلى أن الشعب الروسي يقف مع الشعب اليمني من أجل استعادة دولته وتعزيز قدرتها. وكان بن دغر أكد اليوم أن الدعم الإيراني لميليشيا الحوثي كان واضحاً، وذلك من خلال إرسالها الخبراء وتدريبها ستة آلاف مقاتل حوثي على أراضيها أو في بيروت. وقال بن دغر، بحسب «وكالة الأنباء اليمنية الرسمية» (سبأنت)، خلال لقائه سفير جمهورية فرنسا لدى اليمن كريستيان تستو إن «الحرب لم تبدأ في 26 آذار (مارس) 2015، بل بدأت منذ أن حمل الحوثيين السلاح ضد خصومهم السياسيين وضد الدولة بدعم إيراني واضح، إذ أرسلت إيران الخبراء ودربت قرابة ستة آلاف مقاتل حوثي سواء كان في إيران أو بيروت». وأضاف أن «الحكومة لم تكن مع الحرب أساساً لكن ميليشيا الحوثي الانقلابية فرضتها على اليمنيين جميعاً عندما تحركت بسلاحها من صعدة إلى عمران والعاصمة صنعاء ثم إلى باقي المحافظات، وقتلت الناس وفجرت البيوت». وأكد بن دغر أن «العالم سيدرك لاحقاً أن الحوثيين هم مشكلة حقيقية ليس على اليمن فقط، ولكن على المنطقة والعالم». وأكد السفير الفرنسي دعم بلاده للشرعية وللمبادرات كافة التي تحقق أمن واستقرار اليمن، وخصوصاً المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن 2216. وقال بن دغر أيضاً خلال لقائه اليوم في مدينة الرياض السفير الصيني لدى اليمن تيان تشي أن الحكومة الشرعية في بلاده لم تتسلم حتى الآن أي مشروع اتفاق أو تسوية سياسية من قبل المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، مؤكداً أن حكومته ستتعاطى إيجابياً مع كافة جهود إحلال السلام ووقف الحرب التي فرضتها ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية. وقال بن دغر إن «إحلال السلام الشامل في اليمن، لن يأتي الا عبر تسليم الميليشيا السلاح والانسحاب من المدن التي احتلتها وفي مقدمها العاصمة صنعاء». من جهته أكد السفير الصيني استمرار بلاده في موقفها المساند للحكومة الشرعية في اليمن، ودعمها المتواصل لحل سياسي يضمن سلاماً وعدلاً لكل اليمنيين، إضافة إلى استعداد الصين لدعم المشاريع التنموية في اليمن. من جهة ثانية دعا وكيل وزارة الخارجية اليمنية للشؤون المالية والإدارية السفير أوسان عبد الله العود اليوم، إيران إلى احترام سيادة الدول واستقلالها، مطالباً إياها بعدم التدخل في شؤون اليمن الداخلية، والالتزام بمبادئ ومواثيق الأممالمتحدة ورابطة الدول المطلة على المحيط الهندي التي تقضي بذلك. وتطرق العود في كلمته بالاجتماع الوزاري ال 16 لوزراء الخارجية للدول المطلة على المحيط الهندي، والذي عُقد اليوم (الخميس) في جزيرة بالي الاندونيسية، إلى تطورات الاوضاع في بلاده وجهود احلال السلام والاستقرار فيها. ورحّب بمشروع تدريب الكوادر اليمنية في بناء القدرات في مجال المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والذي تجري مناقشته مع الأمانة العامة للرابطة.