تلقيت رسالة عبر "واتساب" لتعبئة استبيان عن تأسيس مركز المجدوعي للسلامة المرورية بالمنطقة الشرقية. الاستبيان جميل ولا شك أن نشره لأخذ رأي الناس فيه يؤكد حرص القائمين على السلامة المرورية في المنطقة الشرقية على الحد فعلا من الحوادث المرورية، لكي ننعم نحن ومن نحب بالسلامة في طرقاتنا للحفاظ على أرواحنا وممتلكاتنا ومقدراتنا. بعد أن فرغت من تعبئة الاستبيان أرسلت للأخ يوسف اقتراحا وأطرحه عبر هذا المقال، لعل القائمين على شؤون المرور يأخذون به أو ببعضه، لأنه من وجهة نظري فإن التوعية والتخويف بالغرامات المالية المقررة عقوبة على المخالفات لا يجديان كثيرا إن لم يكن هناك تطبيق فعلي لآلية منظمّة ومحكمة تطبق على الجميع وفي جميع الأماكن وخصوصا المدن الكبيرة. اقتراحي أختصره في معادلة رياضية بسيطة وهي: رجل مرور فعّال + مرور سري + أنظمة نافذة = سلامة مرورية. الذي يحدث الآن هو تكثيف في التوعية، ولكن التوعية وحدها لا تكفي وقد قيل في الأثر "إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن"، وهذا يعنى أن تفعيل الأنظمة وتطبيقها على الصغير والكبير أكثر فعالية وأثرا، بالإضافة للآيات القرآنية التي لن تؤثر إلا في من كان إيمانه قويا وألقى السمع وهو شهيد. ولن يتأتى ذلك إلا إذا قام رجل المرور بأداء عمله على أكمل وجه، وألا يكتفي بالفرجة على المخالفات التي تحدث أمام عينيه. بعض رجال المرور، هداه الله، يرى سيارة يقوم صاحبها بمخالفة صريحة وواضحة أما عينيه ولا يتخذ أدنى إجراء ولو لمجرد تحذير السائق على الأقل، خلافا عن إصدار مخالفة مستحقة عليه. أنا لا أتكلم هنا جزافا فقد لاحظ بعضكم على سبيل المثال كيف أن بعض رجال المرور وبعض دوريات المرور يشاهدون سيارة واقفة على الرصيف أو واقفة في موقف مخصص للمعاقين أو حتى تقوم بمخالفة كبيرة وخطيرة كقطع الإشارة أو سرعة زائدة دون أن يحرك ذلك فيهم ساكنا. إليك هذه المعلومة التي تؤكد أن بعض رجال المرور يتهاونون في تطبيق الأنظمة.. هل تعلم أن أنظمة المرور تقول: إذا استوقفتك دورية المرور فعلى رجل المرور إطفاء سيارته والنزول منها ثم يأتي هو بنفسه إليك دون أن تنزل أنت من السيارة. هل رأيتم ذلك يحدث عندنا ولو لمرّة واحدة؟ ولا ننسى الدور المهم والفعّال لسيارات المرور السرّية. التقيد بأنظمة المرور والقيادة المحترمة يكونان في الأماكن التي يتواجد فيها دوريات المرور، وكلما ابتعدنا عنها عمّت الفوضى من السائقين. فلو علم كل سائق أن السيارة التي أمامه أو خلفه ربما تكون مرورا سريا لكان ذلك كافيا لردعه عن القيام بأي مخالفة.