فيما أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ينس ستولتنبرج، على أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، أعلن عن الدعم القوي للحلف من قبل الولاياتالمتحدة، شدد المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، على أنه يحق لموسكو اتخاذ كافة التدابير اللازمة على أراضيها ردا على التصعيد من قبل حلف "الناتو". وقال بيسكوف إن "روسيا تقوم بكل ما هو ضروري من أجل حماية نفسها على خلفية توسع الناتو نحو حدودها، ولذلك فإن روسيا تقوم بل ما هو ضروري من أجل ذلك". وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن أن عملية اتخاذ القرارات في حلف شمال الأطلسي تثير قلق موسكو، مشيرا إلى أن روسيا مضطرة لاتخاذ تدابير مضادة في هذا الشأن. وفي تعليق على الانقلاب في أوكرانيا عام 2014 وانضمام القرم إلى روسيا لفت بوتين الانتباه إلى أن عواقب ظهور الولاياتالمتحدة والناتو في قاعدة سيفاستوبول بالقرم كانت بمثابة أمر "صعب جدا". وقال "نحن قلقون من عملية اتخاذ القرارات داخل حلف الناتو"، متسائلا "ماذا علينا أن نفعل؟ يجب علينا أن نتخذ تدابير جوابية، أي جعل تلك المواقع التي نرى أنها تهددنا أهدافا لأنظمتنا الصاروخية". تأتي تصريحات الكرملين وبوتين متزامنة مع تصريحات الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، والتي توقع خلالها من الإدارة الجديدة في الولاياتالمتحدة الحفاظ على معدل الادخار لضمان قيادة البلاد في حلف الناتو، معربا عن أمله أن يقوم ترامب بتنفيذ التزامات الولاياتالمتحدة. وفي الوقت نفسه شدد ستولتنبرج على أن الأعضاء الأوروبيين بالحلف يقومون بزيادة النفقات الدفاعية كما تطالب الولاياتالمتحدة. قاعدة طرطوس بدأت روسيا في العودة إلى نهج الاتحاد السوفيتي، لكن بإمكانات مختلفة تماما، وتحالفات أضعف بكثير من تحالفات الاتحاد السوفيتي السابق، حيث أعلن رئيس لجنة المجلس الفيدرالي الروسي لشؤون الدفاع والأمن، فيكتور أوزيروف، أن القاعدة العسكرية البحرية في طرطوس يمكن أن تصبح قاعدة متكاملة للأسطول البحري الحربي الروسي بعد 18 شهرا، أو عامين من توقيع الاتفاقية حولها. ورأى أوزيروف أن اتفاقية بناء قاعدة عسكرية بحرية روسية في طرطوس يمكن أن توقع لمدة 49 عاما. وستتمكن القاعدة بعد التحديث من استقبال سفن من الدرجة الأولى، بما في ذلك حاملات الطائرات والغواصات النووية، والطرادات الصاروخية والمضادة للغواصات، بما في ذلك طراد "الأميرال كوزنيتسوف". دعاية موسكو دعا ستولتنبرج أعضاء الحلف لمواجهة "الدعاية الروسية". وقال، في كلمة أمام جلسة الجمعية البرلمانية للحلف في إسطنبول: "إلى حد كبير تقع على عاتق الدول الأعضاء في الناتو مهمة التصدي للدعاية والمشاركة في الحوارات والمناقشات، للتصدي لكافة الاتهامات والادعاءات من جانب روسيا". وأشار إلى أن الحلف كمنظمة لا ينوي "الرد على الدعاية بالدعاية". وكان ستولتنبرج قد أعلن في وقت سابق أن جدول أعمال الافتتاح للجلسة العامة البرلمان الأوروبي في ستراسبورج سيتضمن مناقشة الوضع في سورية وتركيا، وتعزيز الدفاع الأوروبي ومكافحة "الدعاية الروسية". الدفاع الجوي الفضائي على مستوى إقامة قواعد عسكرية في دول أخرى، ردا على الناتو، أعلن فيكتور أوزيروف أن روسيا لا تجري مفاوضات حول هذا الموضوع، لكن هذا لا يعني أن الحديث لا يدور على طاولة المحادثات، عن إمكانية استئناف عمل هذه القواعد العسكرية خلال وجود ليس فقط الوفود العسكرية، بل المدنية الروسية أيضا في كوبا وفي فيتنام". وشدد على أن روسيا مضطرة لتعزيز منظومة الدفاع الجوي - الفضائي في الاتجاه الغربي، واستخدام وسائل جديدة من أجل حماية مقرات القيادة والمواقع المهمة ردا على نشر نظام الدرع الصاروخية في أوروبا. ويتضمن هذا التعزيز نشر منظومات "إس – 400" ومنظومات "إسكندر" في كالينينجراد، وإنشاء تشكيلات جديدة في المنطقتين العسكريتين الغربية والجنوبية".