شن مستشار رئيس الاتحاد الأوروبي، المحلل السياسي، فيليب ليجرين، هجوما عنيفا على الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، مشيرا إلى أن فوزه يهدد بتقويض النظام العالمي الجديد، وقال في مقالة نشرها موقع بروجيكت سيندكيت إن مجيء الرئيس الجديد يشكل خطرا على العالم، وأضاف "بعد مرور 27 عاما، منذ انهيار الشيوعية في أوروبا، نجد أنفسنا في مواجهة انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وهو الرجل الذي يهدد النظام الدولي الليبرالي. فأجندته التي أسماها "أميركا أولا" تهدد باندلاع حروب تجارية، سلاحها الأساسي تدابير الحماية. وبينما يأمل المتفائلون أن ترامب لم يكن يعني ما قاله خلال الحملة الانتخابية، وأنه سيحيط نفسه بمستشارين دوليين متمرسين، وأن توجهاته وآراءه سوف تهذبهما الضوابط والتوازنات التي تحكم النظام السياسي في الولاياتالمتحدة. ولا نملك إلا أن نأمل ذلك". مخاطر تجارية أضاف ليجرين "مع احتفاظ الجمهوريين بالسيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب، فسوف يحظى ترامب بقدر من الحرية في إدارة الأمور، أكبر من أغلب الرؤساء. ويصدق هذا بشكل خاص على التجارة والسياسة الخارجية، حيث يتمتع رؤساء الولاياتالمتحدة بسلطة تقديرية أكبر كثيرا، ومن المحتمل أن يكون الضرر الذي قد يُحدِثه هائلا ودائما. وعلى الصعيد التجاري، تباطأت العولمة بالفعل في السنوات الأخيرة. والآن يهدد ترامب بتحويلها في الاتجاه المعاكس. وعلى أقل تقدير، يقتل فوزه الآمال الخافتة في إبرام الاتفاقيتين التجاريتين العملاقتين اللتين كانت إدارة الرئيس باراك أوباما تتفاوض عليهما: اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ التي تمت، ولكن لم يُصَدَّق عليها مع 11 دولة مطلة على المحيط الهادئ، وشراكة التجارة والاستثمار عبر الأطلسي المتعطلة مع الاتحاد الأوروبي. كما تعهد ترامب بإعادة التفاوض على اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية مع كندا والمكسيك. ويريد فرض رسوم جمركية على الواردات الصينية، وهو ما من شأنه أن يؤدي بلا شك إلى استفزاز حرب تجارية. حتى إنه تحدث عن الانسحاب من منظمة التجارة العالمية التي تمثل النظام التجاري المتعدد الأطراف القائم على القواعد". مخاوف أوروبا تناول ليجرين المخاوف الأوروبية قائلا "يقوض فوز ترامب أيضا أمن أوروبا. ويُنذِر إعجابه بفلاديمير بوتن، بالخطر. إذ يبدي الأخير ندمه وأسفه على تفكك الاتحاد السوفييتي، ويريد إعادة خلق مجال النفوذ الروسي في الجوار، كما غزا بالفعل جورجيا وأوكرانيا. ومن الواضح أن تصريح ترامب بأن التزامه بالدفاع عن الحلفاء في منظمة حلف شمال الأطلسي مشروط يدعو بوتن إلى مزيد من التوسع. ولعل الضرر الأكثر ديمومة هو ذلك الذي سيلحق بقوة أميركا الناعمة وجاذبية ديمقراطيتها الليبرالية، لذلك على الأميركيين أن يدافعوا عن مجتمعهم المفتوح وأن يقدموا تغييرات إيجابية لاستعادة ثقة المواطنين الذين يتنازعهم القلق والإحباط. حلول آسيوية مضى ليجرين بالقول "هذه الأجندة لا تهدد بدفع العالم إلى الركود فحسب، بل من شأنها أيضا أن تغري مناطق أخرى بالانقسام إلى تكتلات تجارية متنافسة، وهو احتمال مقلق للغاية لبريطانيا في مرحلة ما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، حيث تبدو عازمة على انتزاع نفسها بعيدا عن جسد الاتحاد الأوروبي لكي تتدبر أمورها بمفردها. وفي آسيا، يهدد انهيار اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ، الذي استبعدت منه إدارة أوباما الصين، بتمهيد الطريق أمام بكين لبناء كتلة تجارية خاصة بها. كما يهدد فوز ترامب أمن منطقة شرق آسيا واقتصادها. وهو ما قد يدفع اليابان وكوريا الجنوبية وغيرهما من الدول إلى التسابق لامتلاك الأسلحة النووية لحماية أنفسها ضد الصين الصاعدة".