أسئلة كثيرة قفزت على طاولة المثقفين باتت تشغل مساحة واسعة من نقاشهم هذه الأيام في خضم حالة الاستنفار التي يعيشها 16 ناديا أدبيا في المملكة استعدادا لتكوين الجمعيات العموميات للأندية الأدبية إيذانا ببداية الحدث المنتظر الأهم، وهو عودة انتخابات مجالس إدارات الأندية والتي أكدت عليها وزارة الثقافة والإعلام أخيرا. أسئلة بدا الكثير منها وجيها حول شروط العضوية العاملة والمشاركة والعضو المقيم وغير المقيم وكذلك عدم توحيد الوزارة لاستمارات عضوية الجمعية العمومية وتركها مفتوحة لاجتهادات الأندية، وأشكل البعض في مسألة تفاوت شروط العضوية باعتبار مساحة المناطق وعدد المثقفين فيها، إضافة إلى معايير من يستحق الدخول في الجمعية العمومية ومن هو الأديب والمثقف وتحديد المؤهل العلمي وكذلك المؤلف أو البحث الأدبي. فبينما سجل أدبي الأحساء نفسه قبل أسبوعين أول ناد شرع في تكوين الجمعية العمومية، يعقد أدبي جدة غدا اجتماعا هاما لبحث هذا الموضوع. بينما يرى رئيس نادي الرياض الدكتور عبدالله الوشمي أن البدء بتكوين الجمعيات العمومية يمثل بشرى وتحفيزا للمشهد الثقافي، مؤكدا على ثقتهم برؤية وزير الثقافة والإعلام وتمنى الوشمي أن تتوالى الخطوات الإدارية الداعمة سريعا، وذلك من قبيل دعم النادي، وتكوين لجنة الإشراف على الانتخابات، والفصل في المسائل غير الواضحة للأندية. وأشار الوشمي ل"الوطن" إلى أهمية النظر في مسألة تفاوت شروط العضوية باعتبار مساحة المناطق وعدد المثقفين فيها، بالإضافة إلى حسم آلية الانتخاب ودخول المحافظات ضمن المدينة الرئيسة في كل منطقة. وقال الوشمي: أعول كثيرا على رؤية الوزارة وأتطلع إلى اجتماع عاجل مع الوزير والوكيل وإدارة الأندية وربما عدد من المثقفين لمناقشة تفاصيل اللائحة وشؤون الانتخابات، خاصة أن الوزير صرح بأهمية مراجعة اللائحة وتقديم الاقتراحات بشأنها، وجمهور المثقفين من حقه أن يكون له حضور في مناقشة اللوائح الخاصة بالأندية. من جهته قال رئيس نادي جدة الدكتور عبدالمحسن القحطاني إنه سبق أن طلبوا شفهيا من الوزراة أن تكون استمارة تسجيل أعضاء الجمعية العمومية موجودة إلا أن الوزارة بدا أنها ترى أن لكل ناد ظروفه فيما يتعلق بمسألة شرط المؤهل العلمي للعضو العامل حيث إن هناك أندية يوجد فيها كثرة من الأدباء والمثقفين بما يمكن معه تكوين جمعية كبيرة فيما تفتقر بعض الأندية إلى ذلك لعدة عوامل من بينها هجرة المثقف إلى مناطق أخرى، وربما كان تفويض الوزارة للأندية لذلك جيدا بحسب القحطاني حيث يمنحها مرونة أكثر في تسريع عملية تكوين الجمعية العمومية. ويرى القحطاني أن ثمة إشكالات يمكن مناقشتها مع وزارة الثقافة والإعلام فيما يتعلق مثلا بشرط إقامة المثقف في موقع النادي في ظل وجود مثقفين لا يقيمون في المدينة. وأضاف القحطاني الذي لم يتبق سوى شهرين على انتهاء مدة التمديد لمجلس إدارته: لن نغلق الباب أمام طلبات العضوية وسوف ننتظر حتى تتضح الصورة. رئيس نادي الطائف حماد السالمي أكد أنه أطلع أعضاء المجلس على مضمون خطاب الوزارة مشيرا إلى أن استفسارات كثيرة أثيرت استغرقت وقتا طويلا في المناقشة، وانتهى المجلس إلى تأجيل ذلك لإعطاء فرصة للأعضاء لقراءة اللائحة قراءة متأنية والخروج بتصور مشترك عقب إجازة الحج. ويرى مراقبون وفق تكهنات راصدة أن كل ما أثاره وسيثيره المثقفون ربما يضطر وزارة الثقافة والإعلام في نهاية الأمر للتجديد لجميع مجالس إدارات الأندية حتى الانتهاء من مهمة تكوين الجمعيات العمومية تمهيدا للفصل في مصير الانتخابات.