لم يكن المواطن علي سعيد الشهراني يتوقع أن يتسبب فقدانه لجواله في إيقاعه في حرج كبير مع كل من يعرفه، إذ لم يكتف اللص الذي سرق الجوال بالحصول عليه، لكنه استخدمه في تسول ثماني بطاقات شحن من قائمة الأصدقاء المسجلة بالجوال. الواقعة التي شهدتها محافظة الخرج، حيث يقطن الشهراني، تبدأ عند تعرضه للسلب على يد أحد لصوص المركبات الذي استولى على كل متعلقات الشهراني بما فيها بطاقاته الثبوتية والبنكية وغيرها، ثم قام من فوره بإرسال رسالة إلى قائمة الأصدقاء طالباً منهم شحن جواله ب200 ريال نظراً لحاجته الماسة إلى ذلك. واستجاب عدد كبير من الأصدقاء إلى الرسالة وقاموا بإرسال ما طلب منهم. ولم يكتشف صاحب الجوال عملية النصب باسمه إلا بعد ساعتين من وقوعها. ويروي الشهراني تفاصيل الواقعة إلى "الوطن" فيقول إنه أثناء ممارسته نشاطه الرياضي المعتاد في أحد المواقع المخصصة لذلك بمحافظة الخرج في السادسة من مساء الأربعاء الماضي، فوجئ بعد عودته إلى سيارته بأن هاتفه الجوال مفقود، وبعد البحث عنه داخل السيارة تبادر إلى ذهنه أنه ربما قد نسيه بالمنزل قبل خروجه هو ومحفظته. واستطرد أنه بعد عودته إلى المنزل بحث هو وزوجته، وظل يستعيد الأحداث في ذاكرته حتى تأكد أن الجوال كان معه لدى خروجه من المنزل وكذلك محفظته، فتوجه مسرعاً إلى سيارته وبحث من جديد، وتفقد جميع أجزاء السيارة، فلم يجد أثراً لتعرض السيارة للسرقة كما لم يجد أياً من ممتلكاته المفقودة، فتوجه على الفور لمركز الشرطة لتسجيل بلاغ وإخلاء مسؤوليته، ثم ذهب إلى أحد فروع شركة الاتصالات وبادر بإيقاف شريحته السابقة والحصول على شريحة بديلة. كان قد مضي 3 ساعات على فقدان الجوال، ولم تدخل الريبة قلب الشهراني أو توقع للحرج الذي ينتظره على يدي سارق الجوال. بدأ الحرج، حين شرع الشهراني في استخدام الشريحة البديلة، حيث فوجئ بعدة رسائل نصية تنهال على هاتفه الجوال من أصدقاء وأقارب يتساءلون عن صحته ويطلبون منه الرد على اتصالاتهم الهاتفية، بالإضافة إلى رسائل من أشخاص مضى على تواصله بهم سنوات طويلة وآخرين علاقته بهم علاقة سطحية جداً يعتذرون عن مساعدته في الوقت الحالي وعدم قدرتهم على إرسال بطاقة الشحن المطلوبة، لأن البعض منهم في نزهة وآخرين خارج المحافظة وغيرها من الاعتذارات التي أربكت الشهراني ودفعته للتساؤل عن أسبابها، يقول: "أصابتني الدهشة وأنا أقرأ تلك الرسائل ولم أفهم مضمونها". ولكي يصل إلى إجابة تزيل عنه الشعور بالدهشة، قام الشهراني بالاتصال ببعض المرسلين فأخبروه لدهشته أنه وصلتهم رسالة نصية من هاتفه الجوال نصها "أخي أحتاج 200 ريال شحن ضروري، ولا أستطيع الرد أو الاتصال في الوقت الحالي أرجو إرسالها فوراً". وتابع الشهراني: "لحظتها فقط أدركت أنني وقعت في مشكلة كبيرة تضاف إلى سرقة ممتلكاتي، وهي أن هاتفي قد استخدم بصورة مشينة ومعيبة لي جداً وخاصة مع أشخاص لا تربطني بهم علاقة وطيدة وآخرين مضى على تواصلي بهم سنوات طوال، مما دفعني إلى كشف فاتورة هاتفي في الفترة ما بين الساعة 7 10 مساءً بنفس اليوم، ووجدت أن اللص قد أرسل ما يزيد على 40 رسالة لأشخاص مسجلين بقائمة هاتفي الجوال". ولإصلاح ما أفسده اللص، عكف الشهراني على إجراء العديد من الاتصالات يوضح فيها ما حدث ويعتذر أشد الاعتذار عن الموقف المحرج الذي وقع فيه، كما أرسل نحو 200 رسالة لمن هم مسجلون بقائمة جواله نصها "السلام عليكم، نعتذر منكم أشد الاعتذار، ونبلغكم أن الجوال انسرق البارحة من المغرب إلى الساعة العاشرة، ومن يطلبني حق يتصل علي ونأسف للجميع". الاتصالات التي أجراها الشهراني بمعارفه أكدت له أن اللص حصل على بطاقات شحن قيمتها حوالي 1200 ريال، بالإضافة إلى مشاعر الارتباك والقلق التي أحدثتها رسالته لدى أقارب الشهراني الذين انزعجوا من الرسالة المفاجئة وحاولوا الاتصال به على هاتفه إلا أن اللص لم يرد عليهم، مكتفياً بالرد برسالة "أنا مشغول جداً أرجو إرسال الشحن فقط".