تتواصل عروض مهرجان الدمام المسرحي في دورته الحادية عشرة، دورة الفنان الراحل بكر الشدي، حيث عرضت مساء أول من أمس فرقة مسرح الطائف مسرحية "بعيدا عن السيطرة"، التي وصفها الناقد التونسي عزالدين العباسي بأنها "من العروض المميزة من خلال طريقة توصيل النص المتميزة، مع حس الممثلين الجيد بأدوارهم وقدرتهم على ملامسة الواقع والخيال، رغم أن لعنة المقابر ما زالت تجوب مسارح الوطن العربي". وأضاف: مع وجود بعض الهفوات بين الممثلين وخروجهم من إطار شخصيتهم، إلا أن البعض استطاع الحفاظ على استمرارية تمسكه بإيقاع الدور، أما إيقاع العرض فهناك عدة مواقع شهدت سقوطا للإيقاع بعض الشيء. وفي جانب المداخلات ذكرت الدكتورة ملحة عبدالله أن المسرحية افتقدت عنصرا مهما وهو (المتعة) الذي يعتبر هو الأساس في المسرح، مؤكدة على أن زمن السرد العادي للحوار المسرحي قد انتهى، مشيدة في الوقت نفسه بشخصية (الحلاق) الذي كسر رتابة الإيقاع في المسرحية لأنه لامس الواقع بشكل أكبر. من جهته، قال الفنان جبران الجبران: "تجربة المخرج سامي الزهراني واضحة بثراء خياله واستخدامه التقنيات المختلفة، كالشاشة الخلفية التي صنعها بذكاء ليحتمي بها كلما أراد أن تنتهي مشاكسته المشهدية ليعود مرة أخرى من خلالها، فيما أتقن الممثلون بأدائهم اللغة الأدبية والأداء الجسدي المتناغم". فرحة الحفار عقدت كذلك ندوة تطبيقية للعرض المسرحي "بدل فاقد"، تأليف عبدالباقي البخيت وإخراج راشد الورثان، حيث قسم الناقد عبدالله الجفال العرض إلى ثلاثة أقسام هي: أعلى التلة، وعلى سفوحها ووديانها. وقال: يبدأ العرض بتقديم شخصية "الحفار" الذي يتجول بالمقبرة بكل نشوة وفرح واستعراض جسدي صوفي لا يمثل الصورة التقليدية للحفار، وفي الجزء الثاني من العرض قدمت الجوقة دلالات رمزية مختلفة أقرب إلى الصخور التي يعج بها المنحدر والوادي والسفوح مع جهة الحفار الذي يحاول صنع ونحت قبور بين الصخور، أما الجزء الثالث من العرض فهو شخصيات اللصوص الثلاثة "أبو الركب" و"جلعون" و"كعيد" الذين كانوا قلقين من الحضور الدائم للحفار أو حارس المقبرة ليجري بعدها الصراع الذي ينتهي بانتصار مدوي، متسائلا عن ماهية المكان والزمان في الحكاية وعن هيئة الحفار وطبيعة عمله. كما قدم نادي المسرح في جازان مسرحية "سجينا صدق"، تأليف عزيز بحيص، وإخراج أيمن آل مظهر، الذي أوضح أن المسرحية تدور حول سجن افتراضي، وتتناول قضايا إنسانية وفكرية، واجتماعية في مقدمتها الكذب الاجتماعي، وغياب القيم الأخلاقية واختلال الموازين، والتي تؤدي إلى حالة من الفوضى في علاقة الناس في بعضهم البعض.