دأبت إيران خلال السنوات الماضية على تطوير منظومتها الصاروخية، متحدية المجتمع الدولي بالاستمرار في التجارب التي حظرها مجلس الأمن. كما تعمل على نشر تلك الصواريخ في لبنان واليمن والعراق، عبر ميليشيات طائفية موالية لها، لتهديد أمن الدول العربية المجاورة. في الوقت الذي تخوض فيه إيران، حروبا إقليمية في عدة دول عربية، عبر ميليشياتها العسكرية الموالية لها، ورغم الحصار الاقتصادي الدولي الذي فرض عليها، نتيجة تطويرها لأسلحة نووية مهددة لأمن المنطقة، ضرب الساسة الإيرانيون بكل ذلك عرض الحائط، وأصروا على استمرار تطوير منظومة الأسلحة بكافة الوسائل الممكنة، بدعم من حلفائهم الإقليميين والدوليين، الأمر الذي اعتبره مراقبون عراقيون تهديدا لدول وأمن المنطقة، ومحاولة فرض المطامع الفارسية باستكمال السيطرة على دولها. ودعا المحلل السياسي ضياء الجابري، المجتمع الدولي إلى بلورة موقف موحد تجاه برنامج إيران التسليحي، لضمان استقرار أمن المنطقة، واتهم الولاياتالمتحدة بأنها "غير جادة في اتخاذ موقف حاسم لردع إيران، مشددا على ضرورة اتخاذ الدول العربية موقفا حازما ضد هذا المشروع الاحتلالي". مواصلة التسلح أوردت مصادر مطلعة، أن موسكو استكملت إرسال أنظمة الدفاع الصاروخية إس-300 لإيران، ونشرت طهران تلك المنظومة في نهاية أغسطس الماضي، في وسط البلاد، لحماية منشأة "فوردو" النووية، في الوقت الذي اعتبر فيه خامنئي أن منظومة "إس 300" هي منظومة دفاعية وليست هجومية، بالرغم من أن الأميركيين بذلوا كل ما في وسعهم لمنع وصول تلك الصواريخ لإيران. وكشفت طهران، في أغسطس الماضي أيضا للمرة الأولى، منظومتها الصاروخية الجديدة "باور 373"، المصنعة محلياً، والمماثلة لمنظومة الصواريخ الروسية "إس 300"، إضافة إلى عزمها تطوير أسلحة بعيدة المدى، مما يدل على عزمها مواصلة تطوير قدراتها العسكرية، رغم تهديدات الغرب، فيما أبدت عدة أوساط وقوى سياسية عراقية، قلقها من سعي إيران لامتلاك أنظمة صواريخ تهدد الأمن القومي للمنطقة. أدلة موثقة قال القيادي في الجبهة العربية بزعامة صالح المطلك، عصام عبداللطيف، "إيران تعمل منذ سنوات، بدعوى حماية حلفائها في المنطقة من ميليشيات وجماعات خارجة على القانون في كل من اليمن ولبنان والعراق، على تطوير ترسانتها العسكرية بصواريخ بعيدة المدى، بهدف بعث رسائل إلى الدول الخليجية التي تتصدى لسياساتها المهيمنة"، مؤكدا أن هنالك أدلة كثيرة جدا وموثقة حول استخدام الميليشيات العسكرية الموالية لها على غرار حركة الحوثي المتمردة اليمنية، وحزب الله اللبناني، والحشد الشعبي العراقي، أسلحة إيرانية الصنع، فضلا عن عمليات التدريب والتنسيق فيما بينهم. بدوره، يرى المحلل السياسي قحطان الخفاجي، أن خامنئي ينوي بكل جهده وطاقاته انتهاك قرارات مجلس الأمن وتحدي العالم، من خلال مواصلة مشاريعه النووية والصاروخية، بينما تكون الأعمال الدبلوماسية والمفاوضات مجرد غطاء لتمرير هذه المشاريع ولتغطية المشاكل الداخلية. تبديد أموال الشعب طبقا لمصادر مطلعة كشفت عنها المقاومة الإيرانية، فإن الجزء الأكبر من أموال الشعب الإيراني، تم وضعه تحت تصرف السلطة خلال العامين الماضيين، ومنذ بدء المفاوضات النووية وبعد الاتفاق، تم صرفها لمشاريع التسليح، وتأجيج الحروب الطائفية في المنطقة، ودعم بشار الأسد. وأوضح الكاتب صافي الياسري، أن شركتي "صنعت نوري" و"صنعت موحد"، اللتين فرضت عليهما عقوبات من وزارة الخزانة الأميركية، تتبعان للصناعات الصاروخية "همت"، ومعنيتان بإنتاج الصواريخ الباليستية القادرة على حمل الرؤوس النووية، مشيرا إلى أن أميركا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، بعثوا رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، مفادها أن اختبارات المنظومة الصاروخية الإيرانية تشكل انتهاكا لقرارات مجلس الأمن، في الوقت الذي يبحث فيه الكونجرس خلال الأيام المقبلة، تجديد العقوبات الاقتصادية الإيرانية، وإسقاط الاتفاق النووي معها مهما كانت الإدارة الأميركية المقبلة.