لم تكن الرواية الساخرة "الخيانة The Sellout"، التي منحت الأميركي بول بيتي جائزة "مان بوكر" البريطانية هذا العام، أول عمل تقوده أفكار مقاربة العنصرية لنيل جائزة. فالتاريخ الأدبي حافل بأعمال طرحت هذه الآفة، وكانت سببا في نيل مبدعيها جوائز، وسط حلم إنساني شاهق بأن تتراجع العنصرية، وأن يتحول العالم ليكون أكثر عدلا ومساواة، وأن يتوقف البشر عن ارتكاب الحماقات ضد الإنسان المختلف عنهم، على نحو ما تحمله تلك الروايات من رؤية في هذا السياق. محبوبة توني موريسون أميركا فازت بجائزة "بوليتزر"، أكبر الجوائز الأدبية في الولاياتالمتحدة عام 1988. ثم حازت نوبل عام 1993، عن معظم أعمالها التي عبرت فيها عن أوضاع السود بكثير من الواقعية والعمق والتعاطف. تظهر رواياتها بحس ملحمي، وتصوير شاعري دقائق حياة المجتمع الأميركي الأسود. شعب يوليو- نادين جورديمر(1923 2014) - جنوب أفريقيا رواية جورديمر الحاصلة على جائزة نوبل للأدب 1991، عن مجمل أعمالها المناهضة للتمييز العنصري في بلادها. تلقي الضوء على الصراع ما بين البيض والسود، الذين كانوا يتعرضون لعنصرية مقيتة من طرف البيض، واستبعادهم عن إدارة الدولة وامتلاك الثروات، في جنوب أفريقيا أواخر القرن الماضي. الشباب جون ماكسويل كويتزي جنوب أفريقيا يختار "كويتزي"، الذي حاز جائزة نوبل للآداب سنة 2003، مرحلة شبابه لتكون محور روايته "الشباب"، يصف خلالها حساسية الشاب في تعامله مع العالم، كما يصور صراعه الداخلي كفرد من الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا، وقراره بالهروب من ذاك المجتمع القائم على التفرقة العنصرية. اسمي أحمر أورخان باموق - تركيا مجمل أعماله طرحت قضايا الأرمن والكرد، في صراعهم مع العنصرية القومية الطورانية "التركية"، ليتوج بجائزة نوبل للآداب، سنة 2006، وتسبب كشفه للعنصرية التركية ضد الأرمن والكرد، في ملاحقته قضائيا أمام القضاء التركي بتهمة "إهانة الهوية التركية"، ولكتاباته التي تندد بمذابح الأرمن. تلقى "باموق" تهديدات بالقتل، فهاجر إلى الولاياتالمتحدة الأميركية. كما نال جائزة "الإندبندنت" لأدب الخيال الأجنبي 1990. ساق البامبو- سعود السنعوسي الكويت تتناول الرواية البحث عن الهوية في الكويت ودول الخليج العربي، وتتطرق للعنصرية تجاه العمالة الأجنبية في دول الخليج، طارحة تساؤلات نقدية حول تداخل الدين والثقافة عند العرب، مما أهلها لنيل جائزة البوكر للرواية العربية 2013.