وقف رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان، أثناء زيارته منطقة الجوف على أعمال البعثة السعودية الإيطالية التي تعمل على البحث والتنقيب في آثار الجوف منذ 8 سنوات، والتي تم خلالها العثور على بقايا مبان، في محيط حي الدرع الأثري، ضمن سعي الفريق إلى التوصل للآثار في العهد الآشوري. وخلال الجولة التي قام بها الأمير سلطان بن سلمان للجوف أول من أمس، زار والوفد المصاحب له متحف النويصر بمحافظة دومة الجندل، مشيدا بما يحويه من مقتنيات تراثية وقطع نادرة تتنوع بين المنسوجات والأدوات الزراعية وغيرها، معتمدا بذلك تجديد ترخيص المتحف لمالكه على بن نويصر الحسن. كذلك أطلع رئيس الهيئة العامة للسياحة -الذي رافقه وكيل إمارة الجوف أحمد آل الشيخ ومحافظ دومة الجندل الدكتور طلال التمياط ومدير فرع الهيئة بالمنطقة أحمد القعيد- على أعمال مشروع متحف الجوف الإقليمي، والذي وصلت نسبة الإنجاز فيه إلى مستويات جيدة، ويتوقع افتتاحه رسميا خلال 90 يوما، فيما أشارت مصادر ال"الوطن" إلى اعتماد الهيئة تجهيزه والعرض فيه من قبل شركة عالمية متخصصة. مشروعات جديدة بحث الأمير سلطان بن سلمان، خلال استقباله في إمارة منطقة الجوف، عددا من الأمور المتعلقة بتطوير المواقع السياحية بالمنطقة والمحافظة على الآثار، ممتدحا جهود أمير الجوف الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز في مساندة جهود الهيئة للمحافظة على التراث الوطني. وترأس أمير الجوف ورئيس مجلس التنمية السياحية، جلسة المجلس الثانية، بحضور رئيس هيئة السياحة والتراث الوطني بمقر الإمارة. وبين مدير عام الفرع وأمين عام المجلس أحمد القعيد، أن المجلس افتتح بعرض عن مشروع خادم الحرمين الشريفين للحفاظ على التراث الوطني، ثم عرض 3 مشاريع تقوم بها أمانة منطقة الجوف لتطوير القطاع السياحي والترفيهي بالمنطقة، قدمها أمين منطقة الجوف المهندس عجب عبدالله القحطاني. 2800 عام تاريخية أكد أكاديمي إيطالي، عضو الفريق السعودي الإيطالي الفرنسي، "الدكتور جيوم شاركوس"، أن تاريخ واحة دومة الجندل عريق وثري، وقد ورد ذكرها في حولية الآشوريات الحديثة منذ 2800 سنة، وفي النقوش النبطية ومصادر التراث منذ 2000 سنة، كما ذكرت في عدة مصادر عربية من العصور الوسطى، وفي المنطقة الأثرية السياحية مسجد عمر بن الخطاب، وهو من أهم المعالم البارزة في دومة الجندل والمنطقة. جاء ذلك خلال ندوة عن الاكتشافات الأثرية بالمحافظة لأعمال الفريق السعودي الإيطالي الفرنسي، استعرض "شاركوس"، صورا لمراحل التنقيب والدراسات الأثرية في أحياء واحة الجوف القديمة، مرورا بالمنطقة الأثرية بدومة الجندل، حتى السور الأثري غربيها. استثمار تراثي أبدى رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، إعجابه باستثمار موقعين أثريين بمنطقة الجوف بمقاه تراثية، وهي "ديوانية القلعة" ببيت النصار بجوار قلعة مارد بدومة الجندل، و"مجلس تعاليل" بحي الضلع بسكاكا بجوار قلعة زعبل. وبين مدير عام فرع الهيئة بالجوف أحمد القعيد، أن موقع "ديوانية القلعة" يعود لأكثر من 150 عاما، وتقع ضمن بيت النصار، فيما يقع مجلس تعاليل في حي الضلع الأثري بسكاكا، وهو حي من البيوت المتلاصقة أسفل التل الذي يقوم عليه حصن زعبل، وشيدت من الطين والحجارة وجذوع الأثل، ويتألف بعضها من طابقين، ومعظمها متهدم، ويشمل الحي عدة أزقة بعضها مغطى بسعف النخيل وأغصان الأثل وجذوعه، وتقدر مساحة هذا الحي بنحو 20000 م2.