فيما حذرت القنصلية الأميركية في إسطنبول، مواطني الولاياتالمتحدة من هجمات محتملة من قبل متطرفين في كبرى المدن التركية، قال مراقبون سياسيون إن التحذيرات الأميركية المتكررة تريد إيصال رسالة للعالم بأسره بأن تركيا لم تعد آمنة وأنها مقبلة على اضطرابات تشكل تهديدا لأرواح السياح ورجال الأعمال الذين يريدون زيارة البلاد. وكانت القنصلية قد أشارت في بيان لها إلى أن الجماعات المتطرفة تواصل الجهود العدوانية لمهاجمة مواطني الولاياتالمتحدة أو أجانب آخرين في إسطنبول، موضحة أن هذه الهجمات يمكن أن تكون "مسبقة التخطيط أو قد تحدث دون أي إنذار، ويمكن أن تشمل اعتداء مسلحا ومحاولات خطف وتفجيرات وأعمال عنف أخرى". كما طالبت القنصلية مواطنيها بتجنب السفر إلى الجزء الجنوبي الشرقي من تركيا والقرى القريبة من الحدود التركية السورية. ضغوط أوروبية تأتي هذه التحذيرات وسط ضغوط أوروبية تتعرض لها أنقرة لتعليق أو تقليص سفاراتها في تركيا تحت مزاعم مخاوف أمنية وهو ما دفع إسرائيل الشهر الماضي أيضا للتحذير من السفر إلى هناك بجانب صدام متصاعد مع واشنطن على خلفية ملفات ساخنة مشتركة بين البلدين في مقدمتها سورية والعراق. يذكر أن ألمانيا وفرنسا ودولا أوروبية أخرى أغلقت بعثاتها الدبلوماسية ومدارسها في تركيا خلال الأشهر الماضية على خلفية تهديدات لحزب العمال الكردستاني. أزمة الأكراد رغم التعاون التركي الأميركي العسكري في سورية إلا أن أزمة كبيرة نشبت بين الجانبين على خلفية عدم تفاهمات بشأن أكراد سورية بسبب الدعم الأميركي الواضح لهم وهو ما أغضب تركيا واعتبرته اعتداء على خصوصية أمنها القومي. كما أن تركيا تعاني من وجود خلايا نائمة لتنظيم داعش في تركيا، وهي معرضة لأي عمليات إرهابية في أي وقت بجانب هجمات حزب العمال الكردستاني، ففي الأشهر التسعة الماضية تعرضت تركيا لهجمات غير مسبوقة. وكانت تركيا شهدت في الآونة الأخيرة العديد من التفجيرات أدت إلى مقتل العشرات وجرح المئات، فضلا عن مواجهات يومية وتفجيرات في منطقة جنوب شرقي البلاد بين قوات الأمن وأنصار حزب العمال الكردستاني.