إن مما يعتقده العقلاء على أنه من الحماقة: دخول المرء في شيء لا يعرف كنهه ولا غايته، وإنما يدخل فيه عاطفة الصبيان غير المميزين. وأمتنا مرت عليها حوادث وجماعات وفرق وتنظيمات وأحزاب لدغنا من جحورها مرارا، مع تكرار تحذير الناصحين الذين لا يلتفت إلى نصحهم الجاهل المركب المغرور والأحمق. حذر العقلاء من جماعة الإخوان المسلمين: البنائية منهم والسرورية، وشرحوا حالهم، وبينوا عداوتهم للدين الإسلامي، ولكن مع هذا يصر الحاقدون على ديننا والجاهلون على تحسين صورة هذه الجماعة ورموزها، كحسن البنا وسيد قطب ومن لف لفهم من المنحرفين، وكثيرا ما حذر الناصحون من كتابات سيد قطب وخاصة (في ظلال القران) و(معالم على الطريق) و(لماذا أعدموني)، ومع هذا كان رموز الإخوان في الجامعات وغيرهم يدخلونه ضمن أجندتهم، ويوالون ويعادون على مدى موقفك من سيد قطب وحسن البنا قربا وبعدا، ويعقدون لجان تفتيش، ومجالس امتحان، وبعد ذلك يتحدد موقفهم منك. وبعد أن أعلنت وزارة الداخلية مشكورة أن هذه الجماعة إرهابية محظورة، ومحظور التعامل معها، واتفق على هذا علماء المملكة ودعاتها، واستحسنوه وصوبوا قرار الداخلية ما عدا شرذمة من القطبين ومن يعملون عملا مزدوجا. وهؤلاء منهم طائفة تعمل كما ذكر الله تعالى عمن قبلهم في قوله تعالى: (ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كلما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها)، وهؤلاء يتحينون الفرص لتحسين صورة الإخوان المسلمين، واستعمال مبدأ الضغط على الدولة التي هم فيها، ومقصدهم من ذلك أن تمد الدولة يدها للإخوان المسلمين، على اعتبار أن الإخوان هم طوق النجاة وسفينتها الماخرة، وأن قادتها هم الربان المهرة. ولهذا فإن رموز هذه الجماعة لما رأوا قانون جاستا، لم يدافعوا عن المملكة بل صوروها وكأنها هي الفاعل الحقيقي، وجاؤوا من طريق آخر وكأنهم ينصحون لقادة المملكة أن يتصالحوا مع الإخوان المسلمين. وهؤلاء يعلمون أن الإخوان المسلمين قد لدغت منهم المملكة مرارا، كما أشار إلى خياناتهم صاحب السمو الملكي الأمير الملهم نايف بن عبدالعزيز، رحمه الله، والأمير المسدد سعود الفيصل، رحمه الله، ومستشار خام الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكةالمكرمة الأديب المفكر خالد الفيصل، يحفظه الله ، والعقلاء يدركون أنه عند مد اليد للعدو سيعمل العدو على بترها. ألا يتذكر الإخوان المسلمون عندنا -الذين يشيرون بمد اليد للإخوان الخونة- ماذا فعلوا بإخوانهم؟ ألم يكونوا يرتادون سماطهم ودواوينهم؟!! ويأكلون فتات ما لديهم؟!! فهؤلاء لما تورط أولئك وطلبوا منهم تهدئة أصحابهم على أنهم واثقون منهم، كفروا بهم واستهزؤوا وأعلنوا فرحهم!! وانقلبت قصائد المدح إلى هجاء وذم!! فالإخوان قوم خونة لا أمان لهم، وأهل غدر وكذب ومصالح فهم يحاولون اختراق المسؤولين والكذب عليهم ومدحهم حتى يتمكنوا ثم يقلبوا ظهر المجن، واختراقاتهم ليست نسجا من الخيال، وأخطر ما يكون التلون الحركي، فهذا عبدالله النفيسي كبير المحللين السياسيين الحركيين والذي يشيد به الإخوانيون من أكثر الناس تناقضا، فتجده تارة مشفقا على دول الخليج، ومرة هازئا، ومرة محذرا من إيران ومرة مشفقا عليها! ولن ننسى كتابات الإخواني محمد أحمد الراشد ونصائح الإخوان السوريين والمصريين !! لا ينصح بمد اليد للإخوان المسلمين إلا أصحاب القلوب المريضة! ونقول لمن دعانا لمد اليد للإخوان: كف عنا هراءك، فقد عرف الناس تقلباتك منذ التسعينات، وتجاوزها الزمن، ولم تعد تنفع تلك العبرات والدمعات الكاذبة القنواتية ولا الصياح مدفوع الثمن . ولتعلم أنك ومن وراءك قد بان عواركم، وبليت آراؤكم. وأما مملكة الحزم والحسم ومملكة الدين -بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده وولي ولي عهد –يحفظهم الله – فهي المنتصرة بإذن الله، ولم تكن في يوم من الأيام ضعيفة أو هزيلة، بل هي الآن ولله الحمد في أبهى حلة، وأقوى تماسكا: يد تحمي، وأخرى تبني، وأقول كما قال الأول: أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل ومن كان محبا لولاة أمره وناصحا للوطن، فليوال من يحبهم ويعادي من يعاديهم، ولا يجعلن بينه وبينهم حاجزا إخوانيا.