فيما أعلنت ماليزيا توقيف 137 شخصا بتهمة التورط مع تنظيم داعش الإرهابي، كشف نائب رئيس وزرائها وزير الداخلية، الدكتور أحمد زاهد حميدي، في تصريحات إلى "الوطن" أن بلاده بصدد الاستفادة من تجربة المملكة في المناصحة، ومواجهة الفكر المتطرف بالاعتدال والحجة والبرهان، مؤكدا أن بلاده سوف ترسل قريبا 10 من كبار المختصين في الأمن إلى المملكة للوقوف على تجربة مركز الأمير محمد بن نايف، واستخلاص العبر والاستفادة من تجاربه المتراكمة. وقال حميدي إن الموقوفين كانوا ينوون مغادرة كوالالمبور في طريقهم إلى العراق وسورية، وأن السلطات الأمنية اعتقلت الذين عادوا من هناك، إذ كانوا يمولون نشاطاتهم. وأضاف أن حكومة بلاده تدعم سياسة المملكة في جميع الملفات والقضايا الإقليمية والدولية، ووصف السعودية بأنها "عمق مهم للعالم الإسلامي، فهي قبلة المسلمين وحاضنتهم، وتضطلع بدور رائد في حمايتهم على مختلف المستويات". وأوضح حميدي أنه استمع إلى رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وحرصه على مواجهة التطرف والجماعات التكفيرية والإرهابية، كما ناقش معه الحلول التي يمكن تطبيقها للحد من تدخل بعض الدول في الشؤون الداخلية للدول الإسلامية، وهو ما أدى ويؤدي إلى تقويض الأمن وزعزعته، وإحداث الفوضى التي تهدم كل مقومات الدول وتعرض مكتسباتها للخطر. وكشف المسؤول الماليزي عن مبادرات جرى بحثها وسترى النور قريبا، لحماية الدول الإسلامية من خطر التطرف والإرهاب ووجود المنظمات المتطرفة على أراضيها، وكذلك حماية أبناء المسلمين من خطر الجماعات الإرهابية التي تستدرجهم لخنادق القتال، وتستخدمهم لتنفيذ أجندات مختلفة. وبين نائب رئيس الوزراء الماليزي أنه جرى بحث حلول لحماية دول جنوب شرق آسيا من خطر الإرهاب الذي يقوم به داعش لتجنيد أبناء تلك الدول من المسلمين للانضمام والقتال في صفوف المنظمة التي لا تمثل الإسلام أو المسلمين. مشيرا إلى تفاهم جرى بين البلدين لتبادل الخبرات على مختلف المستويات، وأثنى على تجربة المناصحة السعودية، مشيرا إلى أن مركز الأمير محمد بن نايف، يعد نموذجا فريدا لمواجهة الفكر المتطرف، بالفكر المعتدل، كما سيتم إرسال خبراء ماليزيين لدعم جهود المملكة في تحقيق رؤيتها الطموحة 2030، حيث تمتلك ماليزيا الكثير من الخبرات في التنمية الاقتصادية والإدارية، كما ستستفيد بلاده من تجربة المملكة في تصحيح أوضاع العمالة غير النظامية، حيث سيصل وفد من الجوازات السعودية إلى ماليزيا التي تعاني من المهاجرين والمقيمين غير النظاميين. وأزجى المسؤول الماليزي الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على جهوده الكبيرة في حماية مكتسبات الأمة الإسلامية، وتعزيز الأمن في المنطقة، إلى جانب جهوده في دعم قضايا المسلمين ونصرتهم في مختلف المجالات، موضحا أنه بحث معه لدى لقائه في الرياض مؤخرا سبل تعزيز الأمن في العالم الإسلامي وحماية الدول الإسلامية من خطر التطرف، وجرى بحث العديد من المبادرات والمقترحات التي من شأنها حماية الدول الإسلامية من خطر التطرف والجماعات الإرهابية.