من بين 193 دولة في الأممالمتحدة عدد قليل فقط من الدول لا يحظى بقانون وطني لإجازة الأمومة والأبوّة، هي غينيا الجديدة وسورينام، وعدد قليل من الدول التي تقع في جزر جنوب المحيط الهادئ، والغريب أن من بين هذه الدول الولاياتالمتحدة الأميركية. أميركا متأخرة ذكر تقرير نشره موقع الراديو الوطني الأميركي أن "العديد من الأمهات والآباء في الولاياتالمتحدة يضطرون إلى العمل بعد ولادة الطفل بوقت قصير، وذلك لأنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف إجازة غير مدفوعة الراتب". وقالت المديرة المؤسسة لمركز تحليل السياسات العالمية في جامعة كاليفورنيا جودي هيمان، إن "النطاق العالمي لإجازات الأمومة والأبوة مدفوعة الراتب تبدو مشرقة، ولكن الولاياتالمتحدة متأخرة جدا، فهي الدولة الوحيدة ذات الدخل المرتفع التي لا تعطي إجازة أمومة وأبوة". العمل والأسرة أوضح التقرير أن "الدول بدأت بالتفكير بإجازة الأمومة والأبوّة خلال أيام الثورة الصناعية، ففي عام 1800 عندما بدأت النساء في العمل في المصانع أدركت الدول الحاجة إلى ضمان أن باستطاعة المرأة العمل والاهتمام بالطفل، لذلك بدأ إعطاء الإجازة مدفوعة الراتب في جميع أنحاء أوروبا وأميركا اللاتينية، وأماكن أخرى، وهي إجازة تتيح للأسر الرعاية بالأطفال، وتضمن نجاح الاقتصادات". وأضاف أن "الممثلين من أنحاء العالم في الأممالمتحدة اجتمعوا قبل عشرات السنوات، واتفقوا على أن لا تقل الإجازة عن 14 أسبوعا، وتكون مدفوعة بثلثي راتب الموظف، أما اليوم فمعظم الدول تلتزم بهذه المدة أو قد تتجاوزها، حيث تعطي 50 دولة على الأقل الآن 6 أشهر أو أكثر كإجازة أمومة مدفوعة الراتب". فوائد وسلبيات أبان التقرير أن "الحافز الذي دفع الدول إلى وضع معيار عالمي لإجازة الأمومة والأبوة مدفوعة الراتب هو فوائدها الاقتصادية، ففي معظم الدول تعتمد الأسر على دخل الأم ودخل الأب، ولا يمكن أن تتحمل تكاليف فترة طويلة دون وجود دخل أحدهما، وفي الوقت نفسه يحتاج الرضع حديثي الولادة إلى رعاية واهتمام، وهو ما جعل من الإجازة أمرا أساسيا للمجتمع". وأشار إلى أن "النساء يحصلن على إجازات أمومة مدفوعة الراتب أكثر من الرجال، وقد يكون لذلك جانب سلبي، حيث يجعل ذلك من الصعب على النساء اللاتي في مرحلة الإنجاب أن يتوظفن أو يحصلن على الترقية". تجربة شخصية تروي المواطنة لمى الدوسري تجربتها مع الإجازة مدفوعة الراتب، وتقول إن "أخذ إجازة مدفوعة الراتب غيرت من الطريقة التي يتم التعامل بها معي في العمل، حيث تحصل النساء على إجازة مدفوعة الراتب مدتها 10 أسابيع، بينما الآباء يحصلون على 3 أيام". وأضافت "عندما عدت إلى العمل، شعرت بأن الأمر أثر على نظرة الزميلات تجاهي، وأثر كذلك على تعاملهن معي، فلم يتم إعطائي نفس كمية العمل التي كنت أضطلع بها سابقا، نفس الأمر بالنسبة لمقدار المسؤولية".