قيام التحالف العربي بقيادة السعودية لاستعادة الشرعية في اليمن، ثم تشكيل التحالف الإسلامي ضد الإرهاب أيضا بقيادة السعودية في رسالة سياسية واضحة تحملها هذه التحالفات إلى دول الإقليم في منطقة الشرق الأوسط بالتحديد، وإلى سائر دول العالم بشكل عام وهي انتقال معظم دول العالم الإسلامي، ومنها معظم الدول العربية، من مرحلة الفرجة والانفعال وعدم الفعل، إلى مرحلة التحرك، والأخذ بزمام المبادرة، والقيام بالفعل. هذه التحالفات تزامنت مع تقاطع مصالح لأطراف وجماعات ودول هدفها تنفيذ مشاريع نفوذ وهيمنة في المنطقة العربية، مما جعل هناك إصرارا مدروسا لتشويه صورة المملكة وابتزازها وإضعافها واشغالها بقضايا هامشية أو اختلاق الأزمات كان آخرها قانون "جاستا" ولن يكون الأخير، لذلك نحن ندرك أننا مستهدفون، وأنه أمامنا شوط طويل وملفات عدة من الضغوط والابتزاز، ولكن كل هذا لن يؤثر على المملكة بذلك القدر الذي صوره البعض فالسعودية ليست دولة طارئة بل هي دولة محورية لها وزنها السياسي وثقلها العالمي، دولة أخذت على عاتقها حماية القضايا العربية ومواجهة المشروعات التوسعية في المنطقة. كما أن لديها مخزونا من الأدوات والإمكانات ولها نفوذ ومصالح كبيرة في كثير من الدول، لذلك نحن واثقون من أن المملكة لديها من الخطط والسياسات الخارجية والاقتصادية ما يجعلها تتجاوز هذه الأزمات كما حدث من قبل. ما نحتاجه فقط هو خطاب إعلامي قوي قادر على إقناع المتلقي، ولكن للأسف إعلامنا ينقصه الكثير وخطابنا تقليدي تجده مباشرا فلا يلقى رواجا في الغرب ولا يرتقي للتحديات ولا هو بقادر على مواجهة الماكينة الإعلامية المضادة بالرغم من أن لدينا المقومات والأدوات الإعلامية المتكاملة إلا أننا نفتقد توظيفها بفاعلية ولا نُحسن إدارتها.