تمسكت قبيلة خولان بالبيان المعتدل الذي أصدرته ودعت فيه إلى التروي وعدم التصعيد، وانتظار نتائج التحقيق، وقال عدد من مشايخها ل"الوطن"، ردا على دعوة المخلوع علي صالح لهم بالزحف نحو الحدود السعودية، إن دماءهم ليست مزادا علنيا، لافتين إلى أن إقدام الانقلابيين على طمس معالم الجريمة يؤكد خشيتهم من عمل لجنة التحقيق. فيما أصدرت قبيلة خولان اليمنية بيانا أول من أمس، دعت فيه أبناء القبيلة إلى التزام الهدوء، وعدم الانجرار وراء دعوات التصعيد، حتى انتظار نتائج التحقيق، مؤكدة وجود "مؤامرة دنيئة تستهدف أبناء القبيلة"، وهو ما عدَّه مراقبون إشارة ضمنية تحمِّل الانقلابيين مسؤولية ما حدث، قال عدد من مشايخ القبيلة إن طمس الحوثيين لمسرح الجريمة، وإدخال آليات ثقيلة إليه يؤكد مسؤوليتهم عن التفجير الذي حدث يوم السبت الماضي. وأشار الشيخ محمد عبدالله الغادر في تصريح إلى "الوطن": "جرف موقع الحادث بالشيولات هو جريمة أخرى تضاف لسجل هذه المافيا الإجرامية، وهم بذلك يريدون استفزازنا، فقبل أقل من شهر قاموا بتفجير سيارة تحمل 14 شخصا، وبعد تقصي الحقائق اتضح مسؤوليتهم عن التفجير". وأضاف الغادر "لم يعد المخلوع علي صالح يستطيع خداعنا بأقواله ورسائله، فقد سبق له فيما مضى أن قتل الكثير من مشايخنا في السبعينات، ومنهم الشيخ ناجي الغادر، والشيخ صالح بن علي الهيال، والشيخ علي محمد حنتش، ومعهم أكثر من سبعين شخصية اجتماعية من أبناء القبيلة. أما الحوثي فقد سعى مؤخرا لإلحاق عدد من أبناء قبيلتنا لصفوف مقاتليه، لكنا ندرك خدعه وألاعيبه، وبتغيير معالم مسرح الجريمة يريد أن يغطي على الأدلة، وأن ينسب عمله الإجرامي للتحالف العربي، لكن سوف نقتص من الانقلابيين بعد تطهير اليمن منهم، ولن ندع ثأر القتلى يمر بلا ثمن". رفض التصعيد قال الشيخ محمد صالح الرويشان "نحن مكلومون في أسرتنا وضيوفنا، وتهمنا معرفة الجاني المتسبب في هذه المجزرة التي لا يقرها خلق ولا دين، وما صدر عن عميد أسرتنا وشيخنا وكبيرنا الشيخ محمد بن يحيى الرويشان هو الموقف الأساسي للعائلة، ونحن لم نتسرع في اتهام جهات بعينها، حتى لا تخفى الحقيقة، فالدماء التي سالت أكبر من السياسة، أما إقدام الانقلابيين على تغيير معالم موقع الجريمة فهو عمل يشير بوضوح إلى الجهة الفاعلة، وسنظل وراء الحقيقة، والتحقيق سيحسم كل الأقاويل، وإذا ثبت تورط صالح فسوف تجتمع العائلة وقبائل خولان كافة، وسنستدعي كافة القبائل والمشايخ لتبني الموقف الذي يرونه مناسبا، أما دعوات التصعيد على حدود المملكة فهي لم تصدر منا ولا تعنينا ونؤكد أن دماءنا لن تكون في مزاد علني. ماضي المخلوع قال الشيخ محمد الملقطي "إن المخلوع متمرس على عمليات الانتقام والتحريض، وليست غريبة عليه مثل هذه الجرائم، وقمنا في القبيلة بإصدار بيان ندعو فيه إلى التروي، ولكن علمنا مؤخرا أن الانقلابيين أمروا بإزالة مخلفات الحادثة بالقاعة، وهذا يعيق لجنة التحقيق ويطمس حقيقة الجريمة. ولكن سوف نصل إلى الحقيقة الكاملة. أما تحريض المخلوع صالح فلن نلتفت إليه، لأن علاقتنا بالسعودية كبيرة وقديمة، والمملكة أخذت على عاتقها مهمة إنقاذنا من الاضطهاد والظلم، وحفظت ديننا وكرامتنا، بدلا من الدعوات والتدخلات الإيرانية".