أقدم مواطن ثلاثيني أمس على قتل والده "70 عاما" وشقيقته "20 عاما" بتسديد عدة طعنات لهما حتى فارقا الحياة في الحال بمنزلهم الكائن في حي أم الكتاد بمكةالمكرمة، فيما حاول طعن والدته "60 عاما" وإيذاء نفسه، إلا أن والدته تمكنت من الهرب والخروج من المنزل وإغلاق الباب عليه من الخارج، ولجأت إلى الجيران الذين قاموا بإبلاغ الجهات الأمنية التي باشرت الحادث فور تلقي البلاغ. وتم تحويل الأم إلى مستشفى النور التخصصي بمكةالمكرمة لتلقي العلاج تحت العناية المركزة كونها تلقت طعنة في الرقبة. وعلمت "الوطن" أن الجاني معلم في مدرسة السعدية بالعاصمة المقدسة، ويعاني من اضطرابات نفسية، وحاول التحصن بالمنزل بعد إقدامه على جريمته، فقامت الجهات الأمنية بمحاصرة المنزل وإطلاق أعيرة نارية حتى تم استدراجه وإخراجه وإلقاء القبض عليه بعد محاولته مقاومة رجال الأمن كما حاول طعن نفسه. وتم تسليم الجاني وملف الحالة إلى قسم شرطة الكعكية ولاتزال التحقيقات جارية للكشف عن ملابسات الحادث، فيما تم تحويله إلى مستشفى النور التخصصي، حيث أثبتت الفحوص الأولية أنه مضطرب نفسيا.
ضبط الجاني أكد الناطق الإعلامي بشرطة منطقة مكةالمكرمة العقيد دكتور عاطي القرشي أن مركز العمليات الموحد (911) تلقى أمس بلاغا مفاده تعرض رجل وامرأتين للطعن، وتم انتقال رجال الضبط الجنائي برفقة الجهات المختصة إلى الموقع، ومن خلال الإجراءات الأولية والمعاينة اتضح وجود شخص متوفى يبلغ من العمر 70 عاما وابنته البالغة من العمر 20 عاما، وإصابة الأم التي تم نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم، وحالتها الصحية مستقرة، وذلك نتيجة استخدام سكين في عملية الاعتداء، وخلال فترة زمنية وجيزة تمكنت الدوريات الأمنية بالعاصمة المقدسة، من ضبط مواطن يبلغ من العمر 35 عاما متهم بالحادثة، وتم إيقافه تمهيدا لإحالته إلى جهة الاختصاص.
استنجاد أوضح إمام مسجد البلد الأمين الكائن بحي أم الكتاد في الكعكية أحمد شريف ل"الوطن" أنه افتقد المجني عليه في صلاتي العصر والمغرب، وذلك بعد سماعه نبأ الحادثة، ولكن لم يتوقع أن المغدور به أحد جماعة المسجد إلا بعد أن غاب عن صلاة العشاء ليتأكد بعد ذلك أن من كان حاضراً طوال عقد من الزمان في الصف الأول من المسجد هو ضحية الجريمة. وقال: لم أشعر بالقلق في أي لحظة بأن تتأخر صلاة الجماعة في المسجد في حال حدوث أي ظرف طارئ لي كونه دائماً هو من يؤم المصلين في حالة غيابي أو تأخري كون المغدور به دكتور ويحمل شهادات عليا وقادر على الإمامة بالمصلين، والخلق الرفيع والهدوء كانا سمته، فلم نجد منه سوى الابتسامة والتعاون في كل ما يحتاجه المسجد من دعم مادي ومعنوي. "الوطن" وقفت على مسرح الجريمة، والتقت عددا من أهالي الحي الذين أوضحوا أن والدة الجاني هربت واستنجدت بأحد الجيران، وهو الأمر الذي أسهم في تواجد رجال الأمن في وقت مبكّر، ومن ثم تم القبض عليه لتبقى دماء المغدور بهم على إحدى المركبات التابعة لهم. ضحايا الجريمة والد الجاني "70 عاما" شقيقته "20 عاما" والدته "60 عاما" أصيبت بطعنة