أطاحت إيران أمس بآمال توصل أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" إلى اتفاق يقيد مستويات إنتاج الخام هذا الأسبوع، إذ قالت مصادر داخل المنظمة إن الخلافات بين الرياض وطهران ما زالت كبيرة. وقال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح للصحفيين "هذا اجتماع تشاوري، سنتشاور مع كل طرف آخر وسنستمع للآراء ولأمانة أوبك وللزبائن أيضا". وقال وزير النفط الإيراني بيجن زنجنة "إنه ليس وقتا لصناعة قرار". وأضاف في إشارة إلى الاجتماع الرسمي المقبل لأوبك الذي سيعقد في فيينا في ال30 من نوفمبر المقبل "سنحاول التوصل إلى اتفاق لنوفمبر". ردّ الفالح على نظيره الإيراني قائلا "دولة واحدة لا يمكن أن تؤثر على السوق". كما أعطى الفالح الانطباع بأن بلاده ليست في حاجة للتوصل إلى اتفاق. وقال "أظل متفائلا بأن السوق سيأخذ اتجاها صحيحا" في إشارة إلى أن السوق النفطية ستستعيد توازنها دون الحاجة إلى التدخل. لكنه أضاف أنه متفائل "بتوصل المنتجين إلى رؤية مشتركة". مباحثات اليوم تعقد أوبك مباحثات غير رسمية الساعة 14:00 بتوقيت جرينتش اليوم، كما يلتقي أعضاؤها مع منتجين من خارج المنظمة، مثل روسيا على هامش منتدى الطاقة الدولي الذي يضم منتجين وزبائن. وقالت ثلاثة مصادر في أوبك إن إيران التي ظل إنتاجها عند 3.6 ملايين برميل يوميا تصر على حقها في الوصول بمستويات الإنتاج إلى ما يتراوح بين 4.1 و4.2 ملايين برميل يوميا في حين تريدها دول الخليج الأعضاء في أوبك أن تثبت إنتاجها دون أربعة ملايين برميل يوميا. قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك بعد لقاء الفالح وزنجنه "هناك خطوة إلى الأمام لكنهم (أوبك) لم يصلوا إلى خط النهاية" وقال نوفاك والفالح في مؤتمر صحفي، إنه ما زالت هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق هذا العام. وقال الفالح إنه لا يرى حاجة إلى خفض كبير في الإنتاج لأن السوق تستعيد توازنها. وأضاف أن السعودية تستثمر في الطاقة الفائضة وتستطيع تحمل الاتجاه الحالي لأسعار النفط. اجتماع فيينا اعتبر الخبير الاقتصادي الجزائري والمستشار السابق عبدالرحمن مبتول، أن الاجتماع سيخرج بقرار بسيناريوهين اثنين، حيث سيعلن عن قرار بصفة عامة والقرار النهائي سيكون في اجتماع فيينا. التوازن حتمي أكد الفالح في كلمة له خلال الاجتماع الوزاري لمنتدى الطاقة الدولي ال15 المنعقد في الجزائر، أن سوق البترول تشهد تحسنا ملحوظا في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن اتجاهها نحو العودة إلى التوازن حتمي، داعيا في الوقت ذاته إلى تعاون الجميع لرسم مستقبل بعيد المدى للطاقة المستدامة عبر الابتكار ورفع كفاءة الاستهلاك والاهتمام بمصادر الطاقة المتجددة وخفض الآثار البيئية. تقلبات السوق أشار الفالح إلى تقلبات السوق البترولية في ال25 سنة الماضية، التي شهدت انخفاضات حادة لسعر البرميل، لكنها أسعار ما لبثت أن تبدلت إلى ارتفاعات قياسية غير مسبوقة في تاريخ أسواق البترول، وأنه منذ العام 1991 وحتى اليوم، تفاوت سعر برميل البترول بين 15 دولارا و150 دولارا، وفي حين كانت هناك توقعات قبل 10 أعوام من الآن بأن السعر سيصل إلى 200 دولار، فإننا نجد أنفسنا اليوم تحت سقف 50 دولارا". لافتا إلى أن هذه التقلبات الشديدة تثبت أن إدارة الأسواق أو التنبؤ باتجاهاتها أمر ليس سهلا. ثمن باهظ أضاف الفالح "أن العالم سيدفع ثمنا باهظا في حال التخطيط لمستويات إنتاج أدنى من المطلوب، وأن السوق سيواجه المصير ذاته الذي نعيشه اليوم، في حال المبالغة في الاستثمارات والإنتاج، وسيتعرض قطاع الطاقة حينها إلى الانكماش ليتسبب في ضغوطات مالية وخصوصا على المنتجين"، مشيرا إلى أن التعامل مع هذه الحقائق ومناقشتها بطريقة عقلانية وشفافة أمر جوهري من أجل الوصول إلى استراتيجيات ملائمة، كما هو حال المجتمعين في اجتماعات منتدى الطاقة الدولي، والتي تمثل الغالبية العظمى من المؤثرين في قطاع الطاقة في العالم. واجتمع الفالح بحضور نائب وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، في العاصمة الجزائرية، أمس، برئيس مجلس الوزراء الجزائري السيد عبدالمالك سلال. وتناول اللقاء الاجتماع الوزاري لمنتدى الطاقة الدولي ال15، والعلاقات الثنائية في مجالات الطاقة، وأوضاع السوق البترولية.