صرفت أمانة المنطقة الشرقية في السنوات العشر الأخيرة مليارات الريالات في إنشاء كبارٍ وأنفاق بهدف فك الاختناقات المرورية في حاضرة الدمام على وجه الخصوص. ولكن بعد أن دخلت بعض هذه الكباري والأنفاق في الخدمة لم يلمس المواطن أي تحسن في الوضع الذي أنشئت من أجله، فما زالت الزحمة والاختناقات المرورية كما هي إن لم تكن أسوأ من السابق. الخطأ لم يكن في إنشاء الكباري والأنفاق، فهي عادة تساعد في انسيابية الحركة، ولكن الخطأ كان في اختيار الأماكن التي أنشئت فيها. خذ هذا المثال: هل يعقل أن يصرف ما يقارب من 300 مليون ريال من أجل نفق يأتي بعده وعلى مسافة 200 متر فقط إشارة مرورية. أتكلم هنا بالتحديد عن النفق الذي هو تحت الإنشاء الآن والذي يقع بين حيي عبدالله فؤاد والمثلث بالدمام، هناك أماكن بحاجة ماسة إلى مشاريع ولو أنشئت فيها أنفاق وكبارٍ أو تعديلات فإنها ستحل كثيرا من مشاكل الازدحام وتساعد في انسيابية حركة المرور بشكل كبير. أمانة المنطقة الشرقية ليست بحاجة ليذكرها أحد، ولكن لا ضير أن نذكرها باحتياج المنطقة لبعض المشاريع الملحة لعلها تضع هذه المشاريع في خطتها القادمة: أولا: امتداد شارع الملك خالد بالدمام مع طريق أبوحدرية. هذا المشروع سيخفف الازدحام على طريق الملك فهد للذاهبين إلى غرب الدمام والرياض والمطار وجميع دول الخليج. ثانيا: امتداد شارع الخليج بكورنيش الدمام غربا وربطه مع طريق الدمام - الجبيل. وهذا سيخفف الازدحام الكبير على شارع الملك سعود الذي يعد المنفذ الوحيد لكورنيش الدمام والواجهة البحرية. ثالثا: امتداد شارعي أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب بغرب الدمام وربطهما مع طريق الظهران - أبقيق. رابعا: إنشاء نفقين على طريق الملك سعود، الأول على تقاطعه مع طريق عمر بن الخطاب. والثاني على تقاطعه مع طريق أبوبكر الصديق. هذان النفقان سيربطان الطريقين الكبيرين والمهمين وهما طريق الدمام - الجبيل مع طريق أبوحدرية. أتمنى أن تدرس أمانة المنطقة الشرقية هذه المشاريع وأن تضعها ضمن أولوياتها في إرساء المشاريع القادمة. أخيرا، هل تصدق عزيزي المسؤول في الأمانة أن تقاطع طريق الملك فهد مع طريق أبوحدرية واللذين يعتبران أهم وأكبر طريقين في المنطقة الشرقية واللذين أنشئا منذ أكثر من ثلاثين سنة لا يوجد به مخرج للعودة إلى الدمام للذاهبين إلى المطار. عندما أمرّ عند تلك النقطة أتعجب كثيرا وأتساءل، هل يعلم المسؤولون في المنطقة عن هذه الغلطة في تصميم التقاطع. إن كانوا يعلمون ولم يصححوها، خصوصا أنها قائمة من عشرات السنين، فتلك كارثة، وإن كانوا لا يعلمون فلا حول ولا قوة إلا بالله.