قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن تنظيم داعش يعيش أسوأ حالاته منذ سيطرته على مساحات واسعة من الأراضي في العراق وسورية عام 2014، مؤكدة في تقرير للكاتب المتخصص بشؤون الشرق الأوسط، مارتن شولوف، أن التنظيم لم يعد باستطاعته فتح طريق لأوروبا، كما أن الرايات السود لم تعد موجودة فوق المباني والمدن القريبة من الحدود التركية، إضافة إلى أن المقاتلين باتوا يهربون من موقع لآخر. وأوضح التقرير أن تنظيم داعش المتطرف سوف يخسر ما بقي له من أراض في سورية قريبا، بحيث إن آخر معقل له سيكون مدينة الرقة السورية، والصحراء الشمالية الشرقية لها، وذلك لأنه منذ منتصف يونيو الماضي، يتم دحره من المدن والقرى التي يسيطر عليها بالقرب من تركيا. ولمعرفة ما سيتضح في المستقبل، أشار التقرير إلى أن خسارة التنظيم للأراضي، غيرت من الأرضية الجيوسياسية للمنطقة، بطريقة لم تكن في الحسبان تماما، وعلى مرأى من كل الحكومات الأوروبية، واصفا إياه بالورم السرطاني الذي استشرى وأصبح يهدد الأمن العالمي، كأشرس تنظيم متشدد معاصر. الدور التركي لفت التقرير، إلى أن داعش يستخدم خطوط إمداده عبر الحدود التركية، من حيث توفير المال والغذاء، كما أنه خلق اكتفاء ذاتيا له من خلال عوائد النفط، والضرائب، والغنائم التي يستولي عليها في سورية والعراق. وأضاف "أن داعش خسر في الأسابيع الماضية، بعد مواجهات عنيفة وطويلة، مدينة منبج التي سقطت في يد الأكراد المدعومين من قبل واشنطن، بالإضافة إلى جرابلس التي سيطرت عليها القوات التركية في غضون 24 ساعة، كأول تدخل تركي في الأزمة السورية منذ بدايتها"، مبينا أنه بجانب طرد التنظيم من الحدود التركية، فإن أنقرة تستفيد من وراء عملياتها العسكرية في منع الأكراد من إقامة حكم ذاتي، واصفا العمليات التركية التي نُفذت بعد اجتيازها الحدود السورية، بأنها غيرت من وجه الحرب تجاه داعش، وأن تركيا باتت عنصرا أساسيا في الأزمة التي تعصف بالشرق الأوسط. معنويات مشتتة حسب التقرير فإن مدينة الموصل العراقية التي تعتبر المعقل الرئيسي للتنظيم، كان ينظر لها على أنها صعبة التحرير من قبضتهم، لكن الحقيقة ستظهر قريبا خلال العام القادم"، مشيرا إلى أن القوات العراقية استعادت السيطرة على الأراضي المسلوبة شيئا فشيئا، وزادت الثقة النفسية عندها، وأن عناصر التنظيم يعلمون أنها النهاية لهم. ونقل التقرير تصريحا لأحد المسؤولين في التنظيم، أكد فيه أن المعنويات لدى مقاتليه مشتتة، لكنهم مازالوا أذكياء، وأنهم يعدون خططا مسبقة، مشيرا إلى أنهم يستثمرون طاقتهم في إرسال مقاتليهم إلى أوروبا، وأنهم سيعودون، لأن الأيديولوجية التي عندهم مازالت ولم تنته. الخطر الحقيقي أكد دبلوماسي غربي للصحيفة، أنه بالرغم من أن القادة الأجانب في داعش قتلوا، إلا أن المقاتلين لا يعتمدون عليهم بالضرورة، وبالتالي فإن هنالك المئات منهم عادوا إلى أوروبا، وينتظرون التعليمات التي تأتيهم من سورية والعراق، مضيفا أن الضربات التي يتلقاها داعش، ستنتج عنها هجمات جديدة لهم، ومن غير تعليمات مباشرة أو تراتيب معينة، موضحا أن التنفيذ عندهم سهل، بينما مسألة تعقبهم تبقى هي المشكلة.