كشفت مصادر ل"الوطن" في اتحاد الناشرين العرب، عن تعليق الاتحاد لصفة "الدولية" من معرض جدة للكتاب المزمع عقده ما بين 15 – 25 من ديسمبر المقبل، لأسباب عدة، أهمها رفض الجهة المنظمة للمعرض تخفيض إيجار سعر المتر المربع للأجنحة من 200 دولار أميركي إلى 110 دولارات، وهي كلفة عالية في ظل الظروف الاقتصادية التي انعكست بشكل مباشر على الناشر العربي. وكانت الجهة المنظمة لمعرض جدة للكتاب قد امتنعت عن قبول مقترح تخفيض الكلفة المالية، بسبب توقيعها عقدا مع الجهة المشرفة على المعرض مدته 5 أعوام متتالية، يأتي ذلك بعد أيام قليلة من انتهاء فعاليات مؤتمر "مستقبل وتحديات معارض الكتب العربية"، الذي نظمه اتحاد الناشرين العرب، بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية في السادس من سبتمبر الجاري. التحولات الاقتصادية ذكرت مصادر اتحاد الناشرين العرب أن كلفة الإيجار عالية جداً، وهو ما أدرج في توصيات مؤتمر الإسكندرية، بضرورة ألا يتجاوز رسوم الاشتراك حاجز ال110 دولارات كحد أقصى، للنهضة بالنشر العربي في ظل التحولات الاقتصادية غير الإيجابية على المنطقة العربية، وتعويض المصروفات الإدارية المتعلقة بالشحن وتذاكر السفر والإعاشة والسكن. وستظل صفة "الدولية" معلقة من قبل لجنة المعارض الدولية حتى تنفيذ بقية المطالب الأخرى، ومن ضمنها استبدال دخول مندوبي الجهات المشاركة بتأشيرات حكومية بدلاً من السياحية، لكلفتها العالية وزيادة الأعباء المالية على الناشرين العرب. وقالت المصادر في سياق تقييمها لنسخة معرض جدة الدولي للكتاب، وجود سوء تنظيم في ترتيب الأجنحة المشاركة بسبب عدم التخطيط الجيد للمساحة السابقة والمقدرة ب20 مترا مربعا، مما تطلب جهداً كبيراً من قبل الزائرين في الوصول إلى دور النشر. وأبدى اتحاد الناشرين العرب تخوفه الشديد من فكرة زيادة مساحة المعرض، والمقررة سابقاً ب40 مترا مربعا، مما سيعني بذل الجهة المنفذة والمنظمة مزيدا من الجهد في عملية التخطيط بشكل كامل، لكبر المساحة، وتخوف الناشرين من تعثر الزائرين في الوصول إليهم. الظروف المهددة أشار عضو المعارض باتحاد الناشرين المصريين محمد شعبان ل"الوطن" إلى مشاركة 60 ناشرا مصريا في معرض جدة للكتاب المقبل حتى الآن، إلا أنه طالب الجهة المنظمة بتوفير تأمين على بضائع الناشرين تجاه الظروف المهددة لها، لا سمح الله. وذكر شعبان في سياق حديثه بأنه ينضم للمطالبين بضرورة التخطيط الدقيق فيما يتعلق بزيادة مساحة المعرض، لأهميتها بالنسبة للمشاركين، وذكر بأنهم قيموا معرض جدة للكتاب السابق بنسبة نجاح 70%. ورغم سحب صفة الدولية لمعرض جدة للكتاب، إلا أن واجهة موقعه الإلكتروني الرسمي له، ما زالت تحمل ذات الصفة، فاتحاً باب تسجيل المشاركة بالنسبة لدور النشر بشروطه السابقة التي لم تتبدل، واضعاً حداً أدنى لاستئجار المساحات على ألا تقل عن 12 مترا مربعا.