في وقت قدمت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية اعتذارها لسفير المملكة لدى العراق ثامر السبهان، على خلفية خبر نشرته في 7 سبتمبر الجاري، يزعم بأن الحكومة العراقية طلبت استبدال السفير السبهان، لأنه لم يُدن ابن عمه الذي مات وهو يقاتل ضمن صفوف تنظيم داعش، قال مراقبون إن خطأ الصحيفة مقصود، وإن الاعتذار لا يكفي بل لابد من إجراء تحقيق ومعاقبة المراسل الصحفي الذي بث الخبر غير الصحيح. وعدّ المحلل السياسي أحمد أيوب أن الخبر الكاذب جاء بإيعاز من موالين لنظام الملالي في إيران، التي تحاول بشكل دائم الإساءة للمملكة، من خلال صحفيين مأجورين في بعض الصحف العالمية. وقال إن "الصحيفة لو أرادت معرفة الحقيقة لكانت أجرت اتصالاتها بالجهات المسؤولة في المملكة للتأكد من المعلومات قبل نشرها"، مشيرا إلى أن عدم إجراء الاتصالات الواجبة يؤكد النوايا السيئة وراء نشر هذا الخبر. استهداف المملكة شدد المحلل السياسي محمد المذحجي على أن صحيفة "الإندبندنت" تعرف بعدائها للسعودية والبحرين ودعمها اللا محدود لإيران والجماعات الإرهابية في البحرين، مبينا أن الصحيفة تزعم دعم حرية العقيدة والرأي، وحينما يصل الأمر إلى إيران، تسقط جميع الشعارات والمعايير الإنسانية التي تنادي بها. وقال إن اعتذار "إندبندنت" جاء لتفادي التداعيات السلبية لنشر الخبر المغلوط بشأن السفير السبهان، لاسيما بعدما لوح بمقاضاة الصحيفة بعد نشرها معلومات كاذبة عنه، لافتا في نفس الوقت إلى أن الصحيفة ورغم اعتذارها لن تتوقف عن نشر الأخبار المسيئة للمملكة. تراجع الصحيفة كانت الصحيفة البريطانية قد نشرت أمس خبرا تحت عنوان "اعتذار"، جاء فيه أنها أخطأت في الادعاء بأن عبدالسلام السبهان هو ابن عم السفير السعودي في العراق، وأن الصحيفة تؤكد أنه لا علاقة له به وليس من أفراد عائلته التي لا ينتمي أي من أفرادها لأي تنظيم متطرف، مقدمة اعتذارها للسفير السبهان عن أي قلق أو ضيق طاله بسبب خبرها، وقالت "نحن سعداء بهذه الفرصة لتصحيح سجل الحقائق". يذكر أن السفير السبهان كان قد لوح بمقاضاة صحيفة "الإندبندنت"، حيال ما نشرته عن وجود قريب له مع تنظيم داعش، مؤكدا في رسالتين بالعربية والإنجليزية، نشرهما في حسابه في "تويتر"، وجاء فيهما "أن خبر الصحيفة غير صحيح جملة وتفصيلا"، مشددا على أنه لا يوجد لديه ابن عم بالاسم الذي ذكرته الصحيفة، كما نفى مصدر مطلع في وزارة الخارجية صحة ما نشرته الصحيفة البريطانية. الدور الإقليمي أكد المحلل السياسي طارق الكعبي أن الدور الإقليمي الذي تمارسه السعودية في المنطقة، وقيادتها للعمل العربي من أجل الحفاظ على الدول التي أصبحت مهددة من قبل إيران، أزعج بعض القوى الغربية والذي بدا واضحا بعد توقيع الاتفاق النووي والسماح لإيران بالتدخل في الشأن الداخلي بعدد من الدولة العربية، لافتا إلى أن صحيفة "إندبندنت" ترجمت هذا الانزعاج من خلال نشر الخبر المغلوط والمتعلق بالسفير السعودي لدى العراق بما يشير إلى تعمد الإساءة للمملكة.