كشفت مصادر مقربة من جماعة الحوثيين الانقلابية، أن السبب في تغيير الجماعة موقفها والموافقة على لقاء المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في مسقط، بعد أن كانت تتمسك بأن يتم اللقاء في صنعاء، يعود إلى ضغوط مشددة مارستها سلطنة عمان على الانقلابيين. وأضافت أن مسؤولين عمانيين هددوا الوفد الحوثي وخيروه بين لقاء المبعوث الدولي أو مغادرة عمان. وأضافت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها أن الرفض الحوثي للقاء ولد الشيخ وضع المسؤولين العمانيين في حرج، مما دعاهم إلى ممارسة ضغوط مشددة على الحوثيين. وكان ولد الشيخ قد التقى وفدا حوثيا من أربعة ممثلين، حيث سلمهم تصورا لحل النزاع، بني على أساس الخطة الدولية التي كشف وزير الخارجية الأميركي جون كيري قبل أسبوعين في جدة السعودية عن بعض ملامحها. وتتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الحوثيون مع انسحابهم من العاصمة صنعاء وبعض المدن، وتسليم الأسلحة الثقيلة إلى طرف ثالث لم يتم الإفصاح عنه. التمسك بالمرجعيات كشف المصدر، أن جماعة الحوثيين طلبت رفع الحظر الجوي المفروض من التحالف العربي على مطار صنعاء الدولي، وتمكينه من العودة إلى صنعاء، قبيل حلول عيد الأضحى لمناقشة تصور الحل مع قياداته. إلا أن ولد الشيخ تعهد بعرض الأمر على قيادة التحالف، ولم يعط وعدا قاطعا بتنفيذ ذلك. كما رفض المسؤول الدولي اشتراط الانقلابيين تنفيذ خطة الحل النهائي بشكل متزامن، وتمسك بما أعلنه أمام مجلس الأمن الدولي بالتطبيق المتسلسل، وأن يبادر الحوثيون بالانسحاب الكامل من العاصمة صنعاء، كخطوة أساسية لا بد منها قبل تشكيل الحكومة. وهو الشرط الذي كانت الحكومة الشرعية قد أعلنته، بأهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 حسب التراتبية التي صدر بها، وألا يتم القفز على البنود. ضغوط سياسية وعسكرية أشاد مراقبون يمنيون بطريقة التعامل التي اتبعها ولد الشيخ مع الانقلابيين الحوثيين، وتمسكه بضرورة التزامهم بمقررات الشرعية الدولية، مشيرين إلى أن هذا هو الأسلوب الوحيد الذي يمكن أن يجدي معهم. وقال المحلل السياسي علي أبو جمال في تصريحات إلى "الوطن" "أسلوب الضغط وعدم التراجع بدأ يأتي بنتائج مع الانقلابيين، وها هم يسارعون إلى الجلوس على طاولة المفاوضات مع الوساطة الدولية، بعد أن كانوا قد تعنتوا ورفضوا ذلك، وكانت كلمات ولد الشيخ واضحة بأهمية الإذعان لمقررات الشرعية الدولية، وإذا استمر العمل معهم بهذه الطريقة فإن الأزمة اليمنية ستجد طريقها إلى الحل، لاسيما أن الضغط السياسي تزامن مع ضغوط عسكرية مارستها القوات الموالية للشرعية، التي تقترب من استعادة مديرية صرواح بالكامل، مما يجعل العاصمة صنعاء وسط كماشة من قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية". ثوابت ولد الشيخ مغادرة المتمردين صنعاء تسليم الأسلحة الثقيلة بدء حوار سياسي شامل وقف الأعمال العدائية إطلاق المعتقلين السياسيين تشكيل حكومة انتقالية