عبدالوهاب آل مجثَّل حجزت على رحلة الخطوط الجوية السعودية رقم 1685 والمغادرة يوم الخميس 25-8-2016 الساعة 12.40 ظهرا.. من مطار الملك خالد الدولي بالرياض إلى مطار أبها، والذي ما زال "غير إقليمي وغير دولي – رغم الرحلات المحلية والإقليمية والدولية منه وإليه".. انتهينا من إجراءات السفر بكل يسر وسهولة عبر الصالة الخامسة الجديدة التي استعصى على الهيئة العامة للطيران المدني وبعد طول انتظار أن تكون بدون سلبيات وللأسف... رغم إمكانية وسهولة الوصول إلى الأفضل عند وصول حافلتنا "طبعا من مشاق الرحلات من وإلى أبها من مطار الملك خالد الدولي أن الوصول من وإلى الطائرة بواسطة الحافلات، مع أن غيرهم ينعمون باستخدام الجسور الموصلة للطائرات من وإلى صالات المغادرة والوصول" إلى الطائرة وهي الحافلة رقم (3) والأخيرة.. كانت المفاجأة أن معظم المسافرين ما زلوا في الساحة وعلى سلم الصعود إلى الطائرة، ورغم أن الباب الخلفي للطائرة كان مفتوحا إلا أنه غير مستخدم.. وصلت إلى المدخل واستقبلني مشرف الرحلة بوجه عابس، وقد اتضح فيما بعد أنه السبب المباشر مع بعض المضيفات في كل تلك الربكة والفوضى، حيث كان يستغرق الاطلاع على بطاقة الصعود لمعرفة رقم المقعد فقط من (30) إلى (60) ثانية "تأخر الإقلاع عن موعده 30 دقيقة".. ورغم كل ذلك فإنه لا يتم توجيه المسافر بطريقة عملية إلى مقعده، والدليل أنني شخصيا وجدت مقعدي في درجة رجال الأعمال (A1) مشغولا من قبل راكب بطاقة صعوده للطائرة تشير إلى أن مقعده في الدرجة السياحية، وبعد أخذ ورد وفشل واضح في قدرة المشرف وموظف الخدمات الأرضية "الجديد"، كما يبدو، على إقناع الراكب بالانتقال إلى مقعده الحقيقي.. وبما أن المقعد المجاور لمقعدي ما زال خاليا.. لذلك اكتفوا بالتوسل إليه بالانتقال إلى ذلك المقعد.. وطبعا "جت على ما تمنى"، ووافق وأخلى المقعد وانتقل إلى المقعد المجاور.. حاول ذلك الراكب التحدث معي بعد جلوسي وكان كبيرا في السن، ولكنه ودود وذكي وصافي الذهن، وأبلغني أنه تعود عند سفره الجلوس على أي مقعد شاغر يصادفه بعد دخوله الطائرة، وأن الأمور تنتهي دائما لمصلحته.. حاولت نقل ملاحظاتي للمشرف ولموظف الخدمة الأرضية.. وأن هذا الإجراء غير عادل بين من يدفع سعرا أعلى ومن يدفع سعرا أقل من المسافرين.. ومع ذلك يفوز أحد المسافرين بذكائه أو استغلال كبر سنه والتظاهر بالجهل، وعدم السمع، بمقعد في الدرجة الأعلى.. ولكنهما استكبرا ورفعا صوتهما وأبلغاني أن هذا تخصصهما، وأن لديهما الصلاحية في ترقية أي راكب إلى الدرجة الأعلى، وأضاف موظف الخدمة الأرضية أن الطائرة "على كيفه".. ابتسمت مما يحزن ومن تناقضهما وارتباكهما وسوء تصرفهما، إذ إنني شاهدت امرأة مشلولة وطاعنة في السن وعلى كرسي متحرك يدفعها العامل للوصول بها إلى مقعدها في آخر الطائرة.. ورغم ذلك لم تشفع لها حالتها عندهما ويسمحا لها بالجلوس على مقعد كان خاليا في درجة رجال الأعمال.. والخلاصة ما زلنا وكعملاء للخطوط السعودية نقول ونؤكد أن الاهتمام بتدريب وتأهيل كوادرها تكون نتائجها إيجابية للمسافر وللناقل – ولكن يظهر أن ذلك ليس في قاموس الخطوط.