فيما طالبت الحكومة اليمنية، أمس، من نظيرتها العراقية إيضاح موقفها الرسمي وتبرير لقاء رئيسها ووزير خارجيتها، فؤاد معصوم، وإبراهيم الجعفري، وإعلان الأخير اعترافه بما يسمى ب "المجلس السياسي" الذي أعلنه طرفا الانقلاب، حيث شنت بعض وسائل الإعلام العراقية هجوما على الحكومة، بسبب ذلك الاستقبال، ودعت البرلمان إلى استدعاء المسؤولين العراقيين واستجوابهم على تلك الخطوة التي تعتبر خرقا للمبادئ الدبلوماسية التي تحكم العلاقات بين الدول والحكومات. وكان الجعفري قد أثار لغطا كبيرا عندما استقبل وفد الانقلابيين الذي شارك في مشاورات الكويت الأخيرة، في مقر الوزارة، وأعلن وقوف بغداد خلف المجلس الانقلابي، وهو ما دعا العديد من الدول العربية إلى شجب تلك الخطوة، واعتبارها خروجا على الإجماع العربي الذي أقرته جامعة الدول العربية، بعدم الاعتراف بسلطات الحوثيين الانقلابية، والوقوف خلف الحكومة الشرعية التي يقودها الرئيس عبدربه منصور هادي، باعتبارها حكومة منتخبة، وتتمتع باعتراف الأممالمتحدة وكل منظمات المجتمع الدولي. خرق الأعراف الدبلوماسية قالت وزارة الخارجية اليمنية في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية "سبأ": "إن غموض موقف الحكومة العراقية على ما قام به الجعفري، والسكوت عن الترويج الإعلامي لهذا الوفد عقب لقاءاته بمسؤولين عراقيين في بغداد حول اعتراف الحكومة بالمجلس السياسي للانقلابيين، يستدعي من الرئاسة والحكومة العراقية إصدار توضيح عاجل حيال هذا الأمر". واعتبر البيان أن الاستقبال والتصريحات "مخالفة لقرار مجلس الأمن الدولي 2216 الذي صدر بموجب الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، وتحدٍ واضح لإرادة الشعب اليمني والإجماع العربي والدولي المؤيد للشرعية وإنهاء الانقلاب". وأضاف "العراق ومن خلال عضويتها في جامعة الدول العربية والأممالمتحدة، ساندت الإجماع العربي والدولي المؤيد لإنهاء الانقلاب وعودة الحكومة اليمنية الشرعية، ولا نعتقد أن بغداد بوصفها جزءا أصيلا من الجسد العربي، ستقف إلى جانب المليشيات الانقلابية تعبث باستقرار اليمن وتهدد الأمن العربي والإقليمي". انتفاء المصلحة القومية شنت بعض وسائل الإعلام العراقية خلال الأيام الماضية، هجوما على الحكومة لاستقبالها الوفد الحوثي، وقال الكاتب عدنان حسين في مقال نشره على صحيفة المدى "لا توجد حكمة صغرى، ومصلحة دنيا، وفائدة متناهية، توخّاها من وجّهوا دعوة رسمية إلى وفد من جماعة الحوثي اليمنية لزيارة بغداد، وتنظيم لقاءات مع مسؤولين كبار، فنحن لم نكن يوماً على عداوة مع اليمن، ولسنا الآن في خصومة أو منافسة أو مزاحمة أو صراع مع الحكومة اليمنية، والحكومة التي أتت بعد الإطاحة بنظام علي عبدالله صالح، لم يبدر منها أي تدخّل في شؤوننا الداخلية، أو تأييد لفظي أو دعم مادي لقوى الإرهاب التي تكدّر علينا حياتنا، فما الحكمة والمصلحة والفائدة في تصرفنا هذا حيال هذا البلد الممتحن هو الآخر بإرهاب داعش، وقد أقمنا الدنيا ولم نقعدها منذ ثلاثة أشهر، لأن جهة فرنسية غير رسمية سهلت لمعارضين عراقيين عقد اجتماع لهم في باريس، فما بالنا ننهى عن خلق ونأتي أسوأ منه؟".