أكد وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي، أن زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إلى الصين تأتي تأكيدا على إستراتيجية العلاقة بين البلدين، معتبرا أن المساعي الصينية الجادة في إعادة إحياء طريق الحرير، والتي تركز على منطقة الشرق الأوسط لربط شرق الكرة الأرضية بغربها، تتقاطع مع رؤية المملكة 2030، مبديا ثقته في قدرة المملكة على لعب دور رئيسي في تحقيق هذه المساعي، موضحا أن المملكة والصين تشهدان مرحلة ازدهار في العلاقات الإستراتيجية. وبين القصبي أن الزيارة شهد توقيع اتفاقيات عدة بين الجهات الاستثمارية في البلدين، تشمل قطاعات الطاقة وتقنية المعلومات والخدمات. وأضاف وزير التجارة والاستثمار أن المملكة بدأت تطبيق برنامج طموح للتحول الوطني حتى 2020، في سياق الرؤية الإستراتيجية الشاملة 2030، وأحد أعمدة هذه الرؤية تحفيز الشركات العالمية الرائدة، من بينها بكل تأكيد الشركات الصينية، لضخ مزيد من الاستثمارات في المملكة، وحصولها على كل التسهيلات اللازمة". فتح الاستثمار لتحقيق هذه الرؤية، تم تكثيف وتسريع خطوات تحسين البيئة الاستثمارية، ورفع تنافسيتها دوليا، وتطوير الفرص الاستثمارية في عدد من القطاعات الواعدة ذات المقومات غير المستغلة، مثل قطاعات تقنية المعلومات والإسكان والتطوير العقاري والنقل والتعدين والصناعات العسكرية والطاقة البديلة، لا سيما أنه تم أخيرا فتح الاستثمار الأجنبي بملكية 100% في القطاع التجاري، كإحدى الخطوات الجادة نحو تمكين مزيد من الاستثمارات. وقدم القصبي شكره لمجلس الأعمال السعودي الصيني، على تنظيم هذا المنتدى لتعزيز وتطوير وتوسيع التحالفات التجارية والاستثمارية، مضيفا "نعيش هذه الفترة مرحلة ازدهار للعلاقات الإستراتيجية بين المملكة والصين الشعبية، التي تشهد تطورا ملموسا في كل المجالات، منها المجال الاقتصادي والاستثماري، وذلك بإشراف اللجنة رفيعة المستوى بين البلدين". فرص النمو أشار القصبي إلى أن قطاع الأعمال الصيني يبحث عن مزيد من الفرص للنمو والتوسع في الاستثمار والإنتاج خارج حدوده، والمملكة هي القاعدة الأنسب التي تتيح له التوسع في أسواق الشرق الأوسط وإفريقيا، إذ تتوافر كل المقومات والفرص بما يخدم المستثمرين نحو تحقيق أعلى معدلات الربحية بأقل مخاطرة، في ظل بيئة مناسبة وبنية تحتية متطورة، مع التحسين الدائم والتطوير المستمر للإجراءات والأنظمة. ولفت الدكتور القصبي إلى أن المساعي الصينية الجادة في إعادة إحياء طريق الحرير، وبالتركيز على منطقة الشرق الأوسط لربط شرق الكرة الأرضية بغربها، تتقاطع مع رؤية المملكة 2030، إذ إن الرؤية ترتكز على تحويل الموقع الإستراتيجي الفريد للمملكة بين الممرات المائية العالمية الرئيسة إلى مركز لوجستي عالمي، والاستفادة من ذلك بجعل المملكة نقطة اتصال بين آسيا وأوروبا وإفريقيا، ومركزا للتجارة وبوابة إلى الأسواق الإقليمية والعالمية، ولهذا فإن المملكة يمكن أن تلعب دورا حيويا ومحوريا في تنفيذ هذه المبادرة، مما يسهم في مضاعفة الاستثمارات والتجارة بين الصين والمملكة ودول الشرق الأوسط. أولوية قصوى شدد وزير التجارة "سنعطي أولوية قصوى لتسخير كل الإمكانات، ولتعزيز فرص النجاح التجاري والاستثماري للشركات الصينية والسعودية على حد سواء، إيمانا بأهمية الشراكة بين البلدين، والتي تشهد تطورا يوما بعد يوم، كاشفة عن إرادة القيادة في البلدين على دعمها لجميع المستويات". يذكر أن الرئيس الصيني شي جين بينج، أطلق مبادرته المعروفة باسم "إستراتيجية الحزام والطريق" عام 2013، وباتت تشكل المحرك الأساسي للسياسة الصينية داخليا وللدبلوماسية الصينية خارجيا، وعقدت من أجلها المؤتمرات والندوات، وفردت لها وسائل الإعلام الصينية صفحات طويلة من التقارير والتحليلات. وتتضمن الإستراتيجية قرابة ألف مشروع ستنفذ تدريجيا، منها ربط الدول الأوروآسيوية التي يمر بها الطريق بشبكة من الطرق البرية والحديدية وخطوط الطيران، فضلا عن الأنابيب وشبكات الإنترنت، وهو ما يهيئ الظروف اللازمة للتنمية الاقتصادية، وتهدف المبادرة إلى إحياء طريقي الحرير البحري "الحزام" والبري "الطريق"، اللذين كانا يربطان الصين بالعالم قبل 3 آلاف عام، ويتم خلالهما تبادل السلع والمنتجات كالحرير والعطور والبخور والتوابل والعاج والأحجار الكريمة وغيرها، وكذلك تبادل الثقافات والعلوم، ولنجاح الإستراتيجية أسست الصين في أكتوبر 2014 بنك الاستثمار الآسيوي للبنية التحتية، ورصدت له 50 مليار دولار، وسرعان ما تجاوز رأسمال البنك 100 مليار دولار بعد إسهام بعض الدول فيه، بما في ذلك دول عربية.