أكد وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي أن السعودية تسعى ضمن الرؤية الشاملة 2030 إلى تحفيز الشركات العالمية الرائدة – ومن بينها بكل تأكيد الشركات الصينية – لضخ مزيد من الاستثمارات في المملكة، وحصولها على كل التسهيلات اللازمة. وقال القصبي في كلمته بمنتدى الأعمال الصيني السعودي، اليوم، في بكين: إننا نعيش هذه الفترة مرحلة ازدهار للعلاقات الاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية، التي تشهد تطورًا ملموسًا في كل المجالات، ومن بينها المجال الاقتصادي والاستثماري، وذلك بإشراف اللجنة رفيعة المستوى بين البلدين. ونوه القصبي إلى قيمة العلاقة بين البلدين، مبديًا سعادته بحضور لقاء رجال الأعمال، قادة ازدهار مستقبل علاقتنا الاقتصادية والاستثمارية، والذين بجهودهم، وبدعم من حكومتي البلدين، وصلت قيمة التبادل التجاري بين المملكة والصين، إلى حوالي 50 مليار دولار في عام 2015. وتحدث القصبي عن الرؤية الشاملة 2030 قائلًا: إنه بدأت المملكة تطبيق برنامج طموح للتحول الوطني حتى 2020 في سياق الرؤية الاستراتيجية الشاملة 2030، ولتحقيق هذه الرؤية تم تكثيف وتسريع خطوات تحسين البيئة الاستثمارية ورفع تنافسيتها دوليًا، وتطوير الفرص الاستثمارية في عدد من القطاعات الواعدة ذات المقومات غير المستغلة مثل قطاعات تقنية المعلومات، والإسكان، والتطوير العقاري، والنقل، والتعدين، والصناعات العسكرية، والطاقة البديلة، لاسيما وأنه قد تم مؤخرًا فتح الاستثمار الأجنبي بملكية 100% في القطاع التجاري كأحد الخطوات الجادة نحو تمكين مزيد من الاستثمارات. ولفت القصبي إلى أن قطاع الأعمال الصيني يبحث عن مزيد من الفرص للنمو والتوسع في الاستثمار والإنتاج خارج حدوده، والمملكة هي القاعدة الأنسب التي تتيح له التوسع في أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث تتوفر كل المقومات والفرص بما يخدم المستثمرين نحو تحقيق أعلى معدلات الربحية بأقل مخاطرة، في ظل بيئة مناسبة وبنية تحتية متطورة، مع التحسين الدائم، والتطوير المستمر للإجراءات والأنظمة. وتحدث القصبي عن المساعي الصينية الجادة في إعادة إحياء طريق الحرير، وتركيزها على منطقة الشرق الأوسط لربط شرق الكرة الأرضية بغربها تتقاطع مع رؤية المملكة 2030، حيث إن الرؤية ترتكز على تحويل الموقع الاستراتيجي الفريد للمملكة بين الممرات المائية العالمية الرئيسية إلى مركز لوجستي عالمي، والاستفادة من ذلك بجعل المملكة نقطة اتصال بين آسيا وأوروبا وأفريقيا، ومركزًا للتجارة وبوابة إلى الأسواق الإقليمية والعالمية، ولهذا فإن المملكة يمكن أن تلعب دورًا حيويًا ومحوريًا في تنفيذ هذه المبادرة، مما يسهم في مضاعفة الاستثمارات والتجارة بين الصين والمملكة ودول الشرق الأوسط. وختم القصبي كلمته بتأكيده أن السعودية ستعطي أولوية قصوى لتسخير كل الإمكانيات، ولتعزيز فرص النجاح التجاري والاستثماري للشركات الصينية والسعودية على حد سواء، إيمانًا بأهمية الشراكة بين البلدين، التي تشهد تطورًا يومًا بعد يوم، كاشفة عن إرادة القيادة في البلدين على دعمها على كل المستويات.