في أقل من 24 ساعة، يستشهد 4 أطفال ويصاب مثلهم، بينهم نساء في منطقة نجران، إذ تعددت الضحايا والسبب إطلاق ميليشيات الانقلابيين الحوثيين وحليفهم المخلوع صالح قذائف عسكرية على منازل عدد من الأبرياء المدنيين في أحياء متفرقة من المنطقة. رسالة إلى العالم جاء القصف العبثي العشوائي الذي لم يكن جديدا، ونتج عنه استشهاد 4 أطفال، ليكون رسالة إلى العالم والمنظمات الإنسانية العالمية التي تصمت عن انتهاكات الحوثيين للأبرياء، واستهدافهم المدنيين والأطفال بصفة مستمرة منذ بدء عمليات عاصفة الحزم، وأوضح رئيس لجنة حقوق الإنسان في الجامعة العربية الدكتور هادي اليامي، أن الشواهد والتقارير أظهرتا انتهاج الميليشيات المسلحة الحوثية في اليمن إلى استغلال الأطفال خلال الزج بهم في النزاع، ولم يتوقف عند تلك الجريمة بحق الأطفال في اليمن، بل استهدفوا الأطفال في المدن الحدودية السعودية، دون مراعاة للقوانين والأعراف الدولية، خصوصا أن حماية الأطفال في وقت النزاعات مبدأ يكرسه القانون الدولي الإنساني، ويلزم به الدول والجماعات المسلحة غير الحكومية على حد سواء، وبموجب القانون الدولي الإنساني، يحظى الأطفال بصفتهم مدنيين بالحماية في حالتين مختلفتين، فيجب في الحالة الأولى حمايتهم من جميع أشكال سوء المعاملة عند سقوطهم في أيدي القوات المعادية. ومن الواجب في الحالة الثانية ألاّ يتعرض المدنيون الذين لا يشاركون في الأعمال العدائية للهجوم تحت أي ظرف من الظروف. حماية الأطفال تتضمن قوانين حقوق الإنسان أحكاما خاصة بشأن حماية الأطفال ضد الآثار الناجمة عن النزاعات المسلحة، وينطبق هذا على اتفاقية حقوق الطفل وبروتوكولها الاختياري بشأن اشتراك الأطفال في النزاعات المسلحة. ويتعين على هيئة الأممالمتحدة إلزام تلك الجماعات المساحة احترام القانون الدولي الإنساني وحقوق الطفل، وتجنب القتال وسط المدنيين، ومساءلة الأشخاص الذين لا يحترمون القانون الدولي الإنساني حتى يدركوا العواقب المترتبة على انتهاك القانون. حزن عاكفة خيم الحزن على قرية عاكفة في بئر عسكر بمنطقة نجران، إثر استشهاد الطفلتين الهنوف "9 سنوات"، وابنة عمها ألين آل الحارث "6 سنوات"، جراء سقوط مقذوف مصدره من الأراضي اليمنية استقر في فناء منزلهم، ويروي والد إحدى الطفلتين "حسن آل الحارث" أن الطفلتين بنات عم، كانتا تلهوان بالقرب من المنزل، بكل براءة الطفولة وسعادتها، حتى فجعنا بسقوط المقذوف الذي أودى بحياتهما. مواجهات عسكرية بعد ليلة احتدمت فيها المواجهات العسكرية بالقرب من الحدود اليمنية السعودية قبالة منطقة جازان، بين الميليشيات الحوثية وعناصر من الحرس الجمهوري التابعة للمخلوع صالح من جهة، وبين أفراد من الجيش الوطني اليمني مدعوما بالمدفعية السعودية وطائرات الأباتشي من جهة أخرى، إذ تكبدت فيها الأطراف الانقلابية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد العسكري. إصابات جازان تعرضت محافظتا الطوال وصامطة إلى سقوط مقذوفات عسكرية من داخل الأراضي اليمنية، والتي يتم إطلاقها بشكل عشوائي باتجاه منازل المدنيين، وتسبب في إصابة طفل ورجلين وامرأتين من الجنسية السعودية، إضافة إلى إصابة مقيمة من الجنسية الإثيوبية، نتيجة تطاير شظايا من المقذوف، تم نقلهم عن طريق الدفاع المدني إلى المستشفيات القريبة، واستطاعت تحديد موقع إطلاق المقذوفات، وتم التعامل معه بشكل مباشر وتدمير موقع الإطلاق. وأوضح المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني في جازان، الرائد يحيى القحطاني، أن فرق الدفاع المدني باشرت بلاغا بسقوط مقذوف عسكري من داخل الأراضي اليمنية في محافظة الطوال، مما نتج عنه إصابة طفل سعودي وامرأتين: سعودية وإثيوبية. كما تلقت بلاغا آخر بسقوط مقذوف عسكري من داخل الأراضي اليمنية بمحافظة صامطة، مما نتج عنه إصابة امرأة ورجلين جميعهم سعوديون. استهداف الأبرياء تواصل مسلسل استهداف الأبرياء والآمنين في أحيائهم السكنية في خرق واضح وصريح لجميع الأعراف الدولية والإنسانية على حد سواء، وكانت هذه المرة في حي الحضن غرب نجران، ففي منتصف الليلة الماضية وبينما كان نواف 15 عاما وعائلته في سبات عميق اهتزت أركان المنزل، إثر سقوط مقذوف حوثي في حيهم، محدثا دوي انفجار قوي أخرجه من أحلام اليقظة ليتفقد الوضع في فناء منزلهم، وما هي إلا لحظات حتى سقط المقذوف الثاني أمامه مباشرة لتتطاير الشظايا منه وتخترق جسده وتنهي براءة الطفولة فيه. وقال والد الشهيد سالم آل حيسي، إن استشهاد ابنه دون دينه ووطنه محل فخر له وأهله وأبناء قبيلته، وهذا قضاء الله وقدره، ولا شك في أن استهداف الميليشيات الحوثية للأحياء السكنية لدليل على خستهم ودناءتها، وهذا ليس بمستغرب عليها.