بعد ساعات من إعلان المتحدث العسكري الأميركي المقيم في بغداد، الكولونيل كريس جارفر، أن ميليشيات الحشد الشعبي الموالية لإيران، شهدت زيادة في تعداد المقاتلين في صفوفها بلغت نحو 100 ألف، وأن تلك الزيادة تشكل خطرا على الأميركيين العاملين في العراق، أكد محللون سياسيون أن الحرس الثوري العراقي سيكون المشروع القادم للإرهاب بعد ضم ميليشيات الحشد الشعبي رسميا إلى القوات المسلحة العراقية. وقال المحللون إنه سيتم استخدام الحرس الثوري العراقي في تنفيذ العمليات الإرهابية ونشر الفصائل على الحدود، حيث تم تعيين قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، مستشارا عسكريا للحكومة العراقية كشكل من أشكال شرعنة وجوده على رأس الحشد الشعبي، وبما يدلل على رضوخ السلطات العراقية للقرارات الإيرانية. السيطرة على العراق أوضح الأمين العام المساعد للشؤون الإعلامية في جامعة الدول العربية ونائب نقيب الصحفيين العراقيين، الدكتور صلاح المختار، أن هذه الخطوة تمت بأمر إيراني، وأن من يشرف ميدانيا على تنفيذها هو قاسم سليماني، الذي يعد الحرس الثوري العراقي ليكون قوة هجومية ضخمة، تستغل موارد الدولة، ليس فقط لإحكام السيطرة على العراق وتصفية المناوئين لإيران، بل لتهديد دول المنطقة. وأضاف أن مما يزيد إصرار إيران على هذه الخطة هو استنزاف حرسها الثوري في سورية والعراق، مما جعله عاجزا عمليا عن مواصلة دوره السابق خارج إيران، في وقت يواجه عمليات عسكرية في الداخل بمناطق القوميات غير الفارسية، كالأكراد والبلوش والعرب والأتراك وغيرهم، وقال "كلما ازداد الضغط على الحرس الثوري وزاد استنزافه، تتجه طهران إلى ميليشياتها بالعراق وسورية واليمن، لتخفيف الضغط عليها". انتهاكات المالكي أشار الناشط بمنظمة بغداد لحقوق الإنسان، مهند العيساوي، إلى الانتهاكات الطائفية التي مارستها حكومة نوري المالكي السابقة، التي فتحت الحدود العراقية أكثر من مرة لتسهيل عبور الإيرانيين إلى العراق، موضحا أن المالكي سلم 40% من أراضي العراق لتنظيم داعش، وأن حكومة حيدر العبادي الحالية، رغم محاربتها للتنظيم، إلا أنها لم تختلف عن سابقتها في الانتهاكات الطائفية، خاصة التي يرتكبها الحشد الشعبي ضد المواطنين السنة. في سياق متصل، قال الصحفي حيدر علي، إن قاسم سليماني تولى إعداد الميليشيات المسلحة بالعراق، لتكون مدربة جيدا ومؤهلة لتحل محل الجيش العراقي الذي أنشأه الاحتلال، رغم أنه كان مؤلفا بأغلبيته من الميليشيات التابعة لإيران، مبينا أن الجيش الذي تشكَّل بعد الغزو كان هزيلا ومفككا ومتناقضا، لهذا انصب تركيز سليماني على تعزيز قوة الميليشيات العسكرية والمالية وزجها تدريجيا في المعارك إلى جانب الجيش بهدف إعدادها لتسلم المسؤولية من الحرس الثوري الإيراني.