اهتمت الصحف الفرنسية الصادرة السبت الماضي بمحاولة عقد جلسة للبرلمان اليمني المنتهية ولايته، بطلب من الحوثيين والمخلوع علي عبدالله صالح، واصفة إياها بمحاولة إيهام العالم أن هناك مجلسا تشريعيا في اليمن يعقد جلساته ويؤيد تشكيل المجلس السياسي، في حين أن أغلب النواب الذين حضروا الاجتماع حضروا تحت التهديد لإقرار المجلس، في حين يحاول وفد الانقلابيين في موسكو إعلان إيران كطرف فاعل في المعركة، كما أشارت الصحف الفرنسية إلى أن تحالف صالح والمتمردين الحوثيين هي لعبة مصالح لتقاسم السلطة فيما بينهم. مجلس وهمي تحت عنوان "جلسة للبرلمان اليمني بطلب من الحوثيين في تحد للحكومة" ذكرت شبكة "فرانس 24" الإخبارية، أن المخلوع حاول تحدي الحكومة، بطلب عقد جلسة للمجلس، لإقرار ما يسمى ب"المجلس السياسي الأعلى" الذي تم تشكيله مؤخرا، مضيفة أن هذه الخطوة جاءت بعد رفض المتمردين في سبتمبر الماضي لخطة السلام المقترحة من الأممالمتحدة لإنهاء الحرب في اليمن، وأضافت أن 91 برلمانيا من أصل 301 حضروا الجلسة وصوتوا لصالح إقرار المجلس. وطبقا لمصادر أمنية وسياسية، فإن غالبية النواب أجبروا على الحضور والتصويت لصالح القرار، بعد أن تلقوا تهديدات من المتمردين الحوثيين، فيما فرّ خارج البلاد أكثر من 200 برلماني بعد الانقلاب. وأوردت الشبكة تصريح هادي الذي قال فيه "بناء على واجبي كرئيس للجمهورية، قضت الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية بحقي في الفصل في أي إجراء أو موضوع لم يتم التوافق عليه، لذلك فإن الدعوة إلى هذه الجلسة باطلة وخارج المشروعية الدستورية، وما يتم خلال هذا الاجتماع يعتبر منعدم الآثار القانونية ولا يعمل به". دقة عمليات التحالف بدورها، قالت صحيفة "ليبراسيون" في مقال بعنوان "مقاتلات التحالف تجدد غاراتها على مواقع الحوثيين في العاصمة اليمنية ومحيطها"، إن مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، دعا إلى وقف الأعمال القتالية، وطالب أطراف النزاع بالتوصل بصورة عاجلة إلى حل سياسي شامل في البلاد. وأشارت الصحيفة إلى أن مقاتلات التحالف العربي بقيادة المملكة شنت غاراتها على معسكرات المخلوع صالح والحوثيين في صنعاء ومحيطها، واستهدف الطيران الحربي بسلسلة ضربات معسكر القوات الخاصة في منطقة صباحة غربي العاصمة، وألوية الحماية الرئاسية في محيط دار الرئاسة، وألوية الصواريخ في جبل عطان، ومعسكرات للحرس الجمهوري جنوب وشرق العاصمة، كما أغار طيران التحالف على موقع عسكري في مديرية سنحان، وعاودت المقاتلات قصف معسكر الصمع التابع للحرس الجمهوري في مديرية أرحب، مستهدفة آليات عسكرية ومخازن أسلحة، ما أدى إلى دوي انفجارات هائلة، واندلاع حرائق. وفد الحوثيين وعن الدور الإيراني في اليمن، قالت صحيفة "لو فيجارو" إن رئيس وفد الحوثيين إلى موسكو، شمس الدين شرف الدين، دعا من أسماهم "أصدقاء اليمن"، روسياوإيران، إلى التدخل من أجل "حل الأزمة في البلاد"، زاعما أن وفده يجري مباحثات مع مسؤولين روس في موسكو منذ أول الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أن موقف الولاياتالمتحدة متذبذب في اليمن كما في فلسطين والعراق وسورية، وهو ما وصفته الصحيفة بالسعي العلني لأول مرة لإعلان إيران كطرف فاعل ورئيسي في المعادلة، خاصة وأن شرف الدين سبق أن زار طهران، أول الشهر الجاري، لنفس الغرض وتحت نفس الادعاءات. معركة الشرعية وتحت عنوان "معركة الشرعية في اليمن"، ذكرت صحيفة "لا تخيبين" أنه منذ اجتياح الحوثيين صنعاء في أغسطس 2014، تمسك صالح بمجلس النواب الذي يمتلك حزبه الأغلبية فيه، عندما كان يحكم البلاد، وعرض على الحوثيين دعوة المجلس للانعقاد وقبول استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي ونقل السلطات إلى هيئة رئاسة مجلس النواب تمهيدا لانتخابات رئاسية مبكرة، ولأن من شأن هذه الخطوة أن تعيد السلطة إلى حزب صالح، فإن الحوثيين رفضوا العرض وأغلقوا البرلمان وأعلنوا نيتهم تشكيل مجلس انتقالي، وشكلوا لجنة ثورية تدير البلاد بموجب إعلان دستوري، واستمر الحال كذلك حتى بداية الشهر الجاري، ومع فشل محادثات السلام في الكويت التي ترعاها الأممالمتحدة وتمسك المجتمع الدولي بشرعية الرئيس هادي وحكومته، والتعامل مع الحوثيين كمجموعة انقلابية، وتدهور الأوضاع الاقتصادية بعد عام ونصف على الحرب، عاد الحوثيون وقبلوا بإحياء دور البرلمان المنتهية ولايته منذ سبعة أعوام، من أجل إضفاء الشرعية على مجلس الحكم الرئاسي الذي تشكل من الجماعتين السياسيتين.