واصلت مقاتلات التحالف العربي بقيادة المملكة السبت، غاراتها الجوية على مواقع الحوثيين والقوات العسكرية الموالية للمخلوع علي صالح في العاصمة صنعاء. في وقت وصل مبعوث الأممالمتحدة لليمن إلى عدن لدفع محادثات السلام. وذكرت مصادر محلية بأن الغارات استهدفت قاعدة الديلمي الجوية بالقرب من مطار صنعاء الدولي، ومنطقة ضلاع همدان شمال العاصمة، إلى جانب تبة الأزرقين غرب صنعاء. وهز دوي انفجارات عنيفة العاصمة صنعاء، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد بكثافة من على المواقع المستهدفة، دون أن تتضح على الفور الخسائر التي خلفتها الغارات. وتواصل مقاتلات التحالف قصف مواقع الحوثيين وقوات صالح في اليمن منذ نحو تسعة أشهر لاستعادة الشرعية وتحريرها من قبضة الحوثيين وقوات صالح، وعلى الرغم من ذلك ما يزال الحوثيون وقوات صالح يسيطرون على محافظات عدة شمال اليمن وأجزاء من الجنوب. ولد الشيخ في عدن سياساً، وصل المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، السبت إلى عدن للقاء الرئيس عبد ربه منصور هادي، سعيا لعقد مباحثات سلام بين طرفي النزاع في 12 ديسمبر، بحسب مسؤولين يمنيين. والتقى ولد الشيخ أحمد، هادي في عدن التي أعلنها الرئيس اليمني، المدعوم من التحالف العربي عاصمة موقتة للبلاد بعد سيطرة المتمردين الحوثيين وحلفائهم على صنعاء في سبتمبر 2014. وقال مسؤول مقرب من الرئاسة: "يسعى المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى انتزاع موافقة من الرئيس هادي على إعلان موعد عقد لقاء جنيف، يوم الثاني عشر من ديسمبر الجاري". وأضاف: إن هذه المهمة "ستواجه صعوبة كبيرة في ضوء مواقف الانقلابيين السياسية والعسكرية، وأسلوب المماطلة الذي يتبعونه". ويحاول ولد الشيخ أحمد، منذ أسابيع، التحضير لهذه المباحثات التي كان من المؤمل عقدها، منتصف نوفمبر الماضي. والأربعاء، أعلن السفير البريطاني في الأممالمتحدة ماثيو رايكروفت، أنه من المرجح عقد هذه المباحثات، منتصف الشهر الجاري، في جنيف. كما أشارت المصادر المقربة من الرئاسة إلى أن الحوثيين "لم يقدموا دليلا" على استعدادهم لتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 2216، لا سيما لجهة الانسحاب من المناطق التي سيطروا عليها. وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي: إن "الانقلابيين لم يقدموا حتى الآن قائمة بأسماء الوفد المفاوض كما هو متفق عليه، ويصعدون من خلال قصفهم المستمر لأحياء سكنية"، لا سيما في تعز (جنوب غرب)، ثالث كبرى مدن البلاد التي يحاصرونها منذ أشهر. وأشار المخلافي إلى أن الحوثيين وحلفاءهم من القوات الموالية لصالح، يرفضون حتى الآن "تسليم السلاح والسماح للحكومة بالعودة لممارسة مهامها". وكان هادي عاد الشهر الماضي إلى عدن من مقر إقامته في السعودية التي انتقل إليها في مارس الماضي مع مواصلة الحوثيين وحلفائهم التقدم جنوبا بعد السيطرة على صنعاء. وفي الشهر نفسه، بدأ التحالف شن غارات ضد الحوثيين وحلفائهم، ووسع مهامه في الصيف عبر تقديم دعم ميداني مباشر لقوات هادي، ما مكنها من طرد الحوثيين من عدن وأربع محافظاتجنوبية، في يوليو.